الشيخ الجليل
حلّقتَ للباري بخير جناحِ ..وتركتنا في دمعةٍ ونواحِ
غطّتْ شوارعَنا الكآبةُ إذ نعى ..ناعيكَ منبر فاطمِ الفيّاحِ
وعلى المنابرِ إذ بكيتَ بحسرةٍ..سبطَ الرسولِ بصوتكَ الصدّاحِ
تبكيكَ أعمدةُ المساجد مثلما..تبكيكَ في حزنٍ ثغور ملاحِ
وتصاعدتْ في كلِّ بيتٍ صرخة ٌ..مُزِجَتْ بدمعٍ هاطلٍ سحّاحِ
جذلانُ أنتَ بنومةٍ فاهنأْ بها..ودعِ الصراخَ لفاقد الأفراحِ
* * *
يا أيها الشيخ الجليل لوائلٍ ..بل للعراقِ وللمدى السَّبَّاحِ
من دينِ أحمدٍ إذ رويتَ سميَّهُ ..علماً وفقتَ سرائرَ النُّصّاحِ
واليتَ آلَ البيتِ في أحزانهمْ ..في كلِّ ناحيةٍ وكلِّ بطاحِ
كافحتَ حرباً في البلادِ لظلمها..آلَ الرسولِ فصغتَ خير كفاحِ
ونذرتَ نفسكَ أن تكونَ كمنبرٍ..عن كلِّ مظلومية نضّاحِ
وركبتَ خيلاً في المعارفِ جُمّةً .. ونزلتَ في أرضِ الوغى والسّاحِ
ما كانَ سيفُكَ من سيوفِ كتائبٍ ..لكنَّ سيفكَ بلسَمٌ لجراحِ
* * *
يا أيها الشيخ الجليلِ مواجعي ..لبِسَتْ جلابب منهك ورزاحِ
أزرى بنا وبأرضِ دجلةَ عابثٌ ..ساوى بليل الحزنِ كل صباحِ
أفق البلادِ أحالهُ من رونقٍ ..عذبٍ إلى ترسانةٍ لسلاحِ
ينبيكَ من أفعاله أنَّ العلا..للطاعنينَ الغُرِّ بالأرماحِ
والشاربونَ العلمَ ليسَ يجيرهمْ ..غيرَ التَصبّر في دجى الأتراحِ
أو أنَّ واحدهم يصير لغربةِ ..قد تنقضي بمشيئةِ الفتّاحِ
جرَّبتُ حظيَ أنْ أعيشٍ بموطنٍ ..غير العراقِ ولم يكن بمتاحِ
فوجدتُ أبوابَ البلادِ تفتّحتْ ..للآثمينِ : الشرك والأقداحِ
دوني وقد سدّوا الحدودَ فإنهم ..كسروا بقيدهُمُ اللعينِ جناحي
حتى عُرِفتُ بأنني لا أجتني ..حبَّ الطغاةِ ولستُ بالمدّاحِ
* * *
يا أيها الشيخ الجليل مضيتَ في ..ساعِ اللقاءِ كومضةِ المصباحِ
ولقد تغرّبتَ اللياليَ عن حمى الأوطانِ وهي بقهرها الفدّاحِ
غُيبِّتَ عن وطنِ الحسينِ لعلةٍ..والعيشُ فيهِ كغدوةٍ ورواحِ
وتغلغلتْ فيه الهموم وحسبُهُ ..طمس لضوءِ الشمس في الأصباحِ
فكأنهُ في زحمةِ الأحزانِ لا.. يرقى لغير مكامنِ الأشباحِ
وكأنَّ غيماً قد تكاثفَ فوقهُ ..ما اهتزَّ من ريحٍ أتتْ ورياحِ
حتى تمزّقتِ الغيومُ بليلةٍ ..غرّاء تشدو للفتى المرتاحِ
فلبستُ زينة فرحة أطّرتها..بإطارٍ منشرحِ النهى مفراحِ
كالنخلِ ممشوق القوامِ يلوحُ لي ..إني اجتنيتُ سعادتي وصلاحي
طلعت لنا شمسٌ كغير شموسنا..والبدر أحلى جوهر وضّاحِ
والماء كالدر البهيَّ بدجلةٍ ..لمّا رأيتُ نهايةَ السَّفاحِ
حلّقتَ للباري بخير جناحِ ..وتركتنا في دمعةٍ ونواحِ
غطّتْ شوارعَنا الكآبةُ إذ نعى ..ناعيكَ منبر فاطمِ الفيّاحِ
وعلى المنابرِ إذ بكيتَ بحسرةٍ..سبطَ الرسولِ بصوتكَ الصدّاحِ
تبكيكَ أعمدةُ المساجد مثلما..تبكيكَ في حزنٍ ثغور ملاحِ
وتصاعدتْ في كلِّ بيتٍ صرخة ٌ..مُزِجَتْ بدمعٍ هاطلٍ سحّاحِ
جذلانُ أنتَ بنومةٍ فاهنأْ بها..ودعِ الصراخَ لفاقد الأفراحِ
* * *
يا أيها الشيخ الجليل لوائلٍ ..بل للعراقِ وللمدى السَّبَّاحِ
من دينِ أحمدٍ إذ رويتَ سميَّهُ ..علماً وفقتَ سرائرَ النُّصّاحِ
واليتَ آلَ البيتِ في أحزانهمْ ..في كلِّ ناحيةٍ وكلِّ بطاحِ
كافحتَ حرباً في البلادِ لظلمها..آلَ الرسولِ فصغتَ خير كفاحِ
ونذرتَ نفسكَ أن تكونَ كمنبرٍ..عن كلِّ مظلومية نضّاحِ
وركبتَ خيلاً في المعارفِ جُمّةً .. ونزلتَ في أرضِ الوغى والسّاحِ
ما كانَ سيفُكَ من سيوفِ كتائبٍ ..لكنَّ سيفكَ بلسَمٌ لجراحِ
* * *
يا أيها الشيخ الجليلِ مواجعي ..لبِسَتْ جلابب منهك ورزاحِ
أزرى بنا وبأرضِ دجلةَ عابثٌ ..ساوى بليل الحزنِ كل صباحِ
أفق البلادِ أحالهُ من رونقٍ ..عذبٍ إلى ترسانةٍ لسلاحِ
ينبيكَ من أفعاله أنَّ العلا..للطاعنينَ الغُرِّ بالأرماحِ
والشاربونَ العلمَ ليسَ يجيرهمْ ..غيرَ التَصبّر في دجى الأتراحِ
أو أنَّ واحدهم يصير لغربةِ ..قد تنقضي بمشيئةِ الفتّاحِ
جرَّبتُ حظيَ أنْ أعيشٍ بموطنٍ ..غير العراقِ ولم يكن بمتاحِ
فوجدتُ أبوابَ البلادِ تفتّحتْ ..للآثمينِ : الشرك والأقداحِ
دوني وقد سدّوا الحدودَ فإنهم ..كسروا بقيدهُمُ اللعينِ جناحي
حتى عُرِفتُ بأنني لا أجتني ..حبَّ الطغاةِ ولستُ بالمدّاحِ
* * *
يا أيها الشيخ الجليل مضيتَ في ..ساعِ اللقاءِ كومضةِ المصباحِ
ولقد تغرّبتَ اللياليَ عن حمى الأوطانِ وهي بقهرها الفدّاحِ
غُيبِّتَ عن وطنِ الحسينِ لعلةٍ..والعيشُ فيهِ كغدوةٍ ورواحِ
وتغلغلتْ فيه الهموم وحسبُهُ ..طمس لضوءِ الشمس في الأصباحِ
فكأنهُ في زحمةِ الأحزانِ لا.. يرقى لغير مكامنِ الأشباحِ
وكأنَّ غيماً قد تكاثفَ فوقهُ ..ما اهتزَّ من ريحٍ أتتْ ورياحِ
حتى تمزّقتِ الغيومُ بليلةٍ ..غرّاء تشدو للفتى المرتاحِ
فلبستُ زينة فرحة أطّرتها..بإطارٍ منشرحِ النهى مفراحِ
كالنخلِ ممشوق القوامِ يلوحُ لي ..إني اجتنيتُ سعادتي وصلاحي
طلعت لنا شمسٌ كغير شموسنا..والبدر أحلى جوهر وضّاحِ
والماء كالدر البهيَّ بدجلةٍ ..لمّا رأيتُ نهايةَ السَّفاحِ
2003م
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق