ترحيب

اهلا بالزائر الكريم . نتمنى لك طيب الاقامة معنا

سعد هاشم الطائي

الثلاثاء، 11 مايو 2010

الاسئلة

الأسئلة
1999وضعتْ على الورقِ الصقيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلِ وليتها لم توضعِ
خرقاءُ ليس يز ينُها .. إلا جمــــــــــــالُ تمنعِ
يخـتال من فرحٍ وفيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه العُجب ُ واضعُها الدعي
صيغــــت ْعلى خطاٍ إذا ... عالجتَهُ لـم ينفـــــــــــــــــعِ
تشكو لقارئها الخواءَ وكلُّها في مفزعِ
أخطاؤها مزروعةٌ .. مـــن آخرٍ للمطلعِ
فسؤالُهــــــــا في أولٍ .. يــــــرقى لصكِّ المسمعِ
وسؤالُها في آخرٍ .. قل للمسامعِ ودّعي
لا ليس بالحسبان ذاك وليس بالمتوقعِ
فلأنها الجرداءُ تشهدُ أنها في بلقعِ
ولأنها الشوهاءُ تقبلُ كونها في برقعِ
لو قيل واضعُها رباعٌ قلتُ : يا للأربعِ
أو قيل فردٌ واحدٌ .. أسوء بذاك الأبقعِ
حلّتْ على التعليمِ بعضُ مصيبةٍ وتفجعِ
من شلّةٍ لـم يسمُ واحدُها لعبدٍ أوكعِ
ويظنُّ أنَّ العقلَ عنده عقلُ ذاك الأصمعِ
ويظنُّ أنـــــَّــه ُنــــخلـــةٌ .. لا شجرةٌ من خروعِ
تعساً لكلّ رديـــــــئةٍ .. ترعى بأفضل مرتـــــــعِ

خلجات

خلجات
ظلم العراق 1996

أزمعتُ يا أهلــي فراقَ ديـارِكـم
علّي ســــــأفرحُ أو عســـــانيَ أبـســمُ
إنــّي امتلأتُ مرارةً في أرضِكم
حتى نشــــأتُ بــأرضِكم أتـألـمُ
هــــذا وهــــذه تلـكَ لا تـقــــربْ لـهـــــا
هــــــذان ِ مـمنـوعـــــــانِ ذاكَ مـحـــــرَّمُ
فلـقـــــــد سئمتُ من العراقِ وظلمِـــــه ِ
فلـعلّنــــــــي في غيـــــرِه ِ لا أُظلـــــــمُ



على سر أبيه 1997

ولقد خطــا بخطـا أبيـــــهِ على الخطــا
في كسبِه ِ لا بل وقد حثَّ الخطــا
مستجـمـعـــــاً للشــــرِّ في خطواتـِــــهِ
من تحت أخمصِه ِ الشرورُ إذا خطـــا
لما رأى في حمـــــلِ والــدِه ِ الخطـــــايا
كلَّـها تركَ الصــــــوابَ إلى الخطــــا
في عصبةِ الأشرارِ يكثرُ إثـمُهُ
فإذا انتهى من إثـمِه ِطلبَ العطـــــــــــا



تمثال على الدرب 1997

ومليحــــــةٍ ملَّكتُـهـــا قلبـــــــي
ودعــــــــوتُ مبتـهــــلاً إلى ربــــي
بدعــــاءِ عبـــــــدٍ صـــالحٍ وجـــلٍ
أنْ يـجمــــعَ الـقلـبـيــــن فــــي حبِ
فمضتْ بلا خجــــلٍ بـما سرقت ْ
وبـقـيتُ تـمثــــالاً على الـــدربِ
فعجبتُ كيف يكونُ في جسـدٍ
قلبـــانِ والثــــــــــاني بلا قلبِ ؟!



الشعر 1994

إذا لـم تبـــقِ لي الدنيا أنيســــــــــا
وقطَّتْ في مهنَّــــــدِها الرؤوسا
وعظَّتْ في نـواجذِها صحــابي
أرى لي رغم ذا فيــــها أنيســـا
جليـسٌ صــــــار لي عبداً ذليــلاً
ولم يخـــــلعْ على قلبــي الطقـــــوسا
إذا انطلقتْ جميــــعُ النـــاسِ عنـّي
سيبقى الشعرُ في ذاتي جليسا


مرادي 1996

مرادُكَ سلطــــــةٌ أم جمـــــــعُ مالٍ
أمِ النجمــــاتُ ترضى لو تحاذي ؟
أمِ الـدنيـــا بـما فيـــها لترضى ؟؟
أجبتُ القلبَ لا هـــــذا ولا ذي
مرادي عيشــــــةٌ تـهنــــا بصفـــــوٍ
فصفــــو العيشِ في الدنيا ملاذي
سأرضى لـو رذاذُ الصفـو أجني
ونبتُ الـبيــــدِ يرضــى بـالــرذاذِ



البلاغ 1996

تـــدورُ اليــــــوم دائـــرةٌ عليـــــهِ
وقبـــــلَ اليـــــوم نالتْ كلَّ بــاغِ
أحاطتْ حيثُ لا أمرٌ يـقيــــــــهِ
فأضحى بـيـنـها سهــــــلَ الـمساغِ
إذا ما جاء حكمَ القومِ طاغٍ
أقـــــــام بها وســـــــــلَّمها لـطــــــاغِ
وهـــــــــذي كلُّــــــها عبرٌ تـوالى
على الأحيـــــاءِ تصلــــحُ للبــلاغِ



موعظة 1996

لا تأمنــــــــنَّ فراقَ الروح ِفي سعــــــدٍ
وفي شقـــاءٍ وفي نــــومٍ وفي يـقظَــــه ْ
واعمـــــدْ إلى عمـــــلِ الـخيـراتِ إنَّ بـها
تـقـــــوى الإلـــــهِ وفيـــها يُسعــدُ الحفظَه ْ
فالموتُ دارٌ وهذي الدارُ تسكُنــُـها
يـومــــاً وروحُكَ بالأعمــــــالِ محتـفظَه ْ
عظْ يا ابـنَ آدم نفســــــــاً هـمُّـــها متـــــعٌ
واحســــــنْ لنفسِـــكَ إنَّ النفسَ متعـظَه ْ



تفاحتان 1997

وكـــــاعبٍ حسنــــــاءَ فاتـنـــةٍ
عطريـــــةٍ بـالـمســـــــكِ فــــــواحَه ْ
تلـهـــو بحســـنِ الروضِ في عنـــجٍ
أحســـــنَ منـها لـم ترَ الـــــواحَه ْ
تـفاحـــةً في الكفِّ قد حملت ْ
وروحُــــــــها تـنـعمُ بـالراحَـــــه ْ
فصاحتِ الأفيـــــــاءُ وا عجـــــباً
تـفاحــــــــــــةٌ تـحمــــلُ تـفاحَـــــــه ْ

منبع النور

منبع النور 2003
النـــــورُ نــــــورٌ والظـــلامُ ظـــــلامُ
والـــــــدرُّ درٌّ والرغـــامُ رغـــامُ
فالــــدرُّ يـبقى لــــو يغيــّـبُه ُ الـثـــرى
درّاً وإنْ أزرتْ بــــه الإفهـــــــــامُ
يا منبــــــعَ النــــــورِ البهـــــيّ تحيــــــةً
وعليــــكَ يا ابــنَ الماجـــــدين سلامُ
ما غيـّبتكَ سحـــــابةٌ في موضــــعٍ
تمضي السنــــينُ وأنتَ أنتَ إمـــــــامُ
رسمتْ مخيلـــتي لـوجــهِكَ صورةً
وضــاءةً , كالبــدرِ وهو تمــــامُ
سيــلٌ من الـودِّ العجيبِ يسوقـــــني
لجــــــلا لِ قــدرِكَ أيـــُّها الـمقــــدامُ
عاينتُ يا مهـــــــديُّ أمركَ ساهراً
فالليـــلُ بالأفكارِ فيكَ زحامُ
يا ابنَ الأئمـــــةِ من عليٍّ والحسيــــــ
ـــن أما ترى كثُرتْ عليَّ سهامُ
تعبتْ سنيـــني بانـتظـــــارِ مفرجٍ
عنــّي الهمـــومَ , فكلُّ يومٍ عامُ
فأنــــــــا بحـبّكَ أستريـحُ من الضنى
وأنــــــــا بحـبّك يا إمــــــامُ أُضـــــامُ
واستعصمتْ نفسي بحبــــلِ تصبرٍ
فالصبرُ في هذي الدنا استعصامُ
نفسي ــــ وقد رضيتْ بثوبٍ ناصــع ٍ ــــ
يسري إليــــــــها مثلــــــــها الإلـهــــــــــــــام ُ
عـــــابتْ علـــى متـقلبـيــــــــن أذلـــــــــــــةٍ
لـهُمُ بكلّ حكـــــومةٍ أحكـــامُ
واستحسنتْ مُـنْ كان يحملُ جرحَهُ
إنَّ الجــــــــراحَ بـعمقِهــــــــــــــــــا تلتــــــامُ
***

يا منبــــــعَ النــــــــورِ البهـــــــيّ إذا التقى
شخـصٌ بشخـصِكَ قمــــــةٌ وقـــــــوامُ
شرفٌ لـمَــنْ يرنـو الجبيـــــــن بـنظــرةٍ
حتى وإنْ جمعتكُمُ الأحـــــــــلامُ
لــــــــو غبتَ عن عينِ الأنــــــامِ فربـمّا
لكَ في سراج ِ عقـــــولهم إقـــــدامُ
كنْ أين شئتَ فإنَّ شخصَكَ ماثلٌ
فيهم وشخصُكَ عصمـــــةٌ ووئــــامُ
لا ليس يـنـتـفــــــعُ الأنـــــامُ بغــــــائبٍ
أبـــــــداً وذاكَ تخبــــُّـــــطٌ وظـــــــــــلامُ
مثــــــــــــلَ انتفــــــاع ِ الـمــــؤمنين بسيدٍ
ركبوا له كلَّ الخطوبِ وهاموا
سبحــــان مَــنْ أهــــداكَ خلـــقَ نـبـيّهِ
والخلــــقُ عنـــد الأنـبـيـــاءِ وســـــامُ
عُظّمتَ في شعبـــــانَ يـــــومَ ولادةٍ
للآن أنتَ معظّـــــــــــــــمٌ مقـــــــدامُ
فالنصفُ منه سكينةٌ بل رحمـــة ٌ
لـمّا ولـِــــدتَ بـــــــه وذا إكـــــرامُ
شعبـــــانُ يا شهرَ الرســـــولِ وآلـِــه ِ
مـــــــا للذنــــــــــوبِ إذا أتيتَ دوامُ
ولربَّ آثـــــــــــــــامٍ تُعبُ بغفلـــــــــةٍ
تـُمحى بــــه عـــــــن غـافـــلٍ آثـــــــامُ
***

يا منبـــــعَ النــــورِ البهـــيّ جراحُنـــــا
وهمومُنا – ثقلَ الجبـــالِ – جســــــامُ
نزفتْ بمعتركِ الحيـــــاةِ وحسبُـــــــــنا
في كلِّ أمرٍ نصطفيــــه ِ سقـــــامُ
ضاعتْ بطيشِ الغـــــافلين قيــــــادةٌ
منــّـــا وأُفلتَ في الظــــــــلامِ زمامُ
حتى تطلّعتِ العيــــــــونُ لقــــــــائمٍ
مــــــــن قـــــــائمٍ للهِ وهـــــو ضرامُ
فمشـــــــــردون إلى رؤاكَ تـماثـلتْ
أبـصــــارُهم وإلى الظهـــورِ قيامُ
وممزقون تراكمتْ أجسادُهم
تحت الثرى نسيــوا هنـــاكَ ونـامــوا
يا منبــعَ النـــورِ البهــــيّ يـسـرُّنـــــي
اليـــوم تـهزج ُ فيكُمُ الأقــــلامُ
أزرى بنـــــا وبكلِّ خيرٍ عابثٌ
أردى الحيـــــاةَ وما عليــــــه زؤامُ
قطَّ الرؤوسَ وقدَّها من حيث لا
مـــالٌ يفيــــدُ ولا يـفيـــدُ ســــــوامُ
عيسى وموسى والعز يرُ وتبـــعٌ
لـــو نـازعــــوه ُ الملكَ فهو دعـــامُ
وإذا بصدرٍ قد تـقــــدَّم َ شامخاً
للهِ , لا يـــــأسٌ ولا إحجـــــــــامُ
وإذا بآخر قـــــد تـقــــدَّم َداعياً
للجمعــــــــةِ الغراء وهي عصامُ
إنَّ الأُلى وقفوا لرشدِ شعوبـِهم
صبروا وفي الصبرِ الجميلِ حمامُ
والظالمــــــون تسمّرتْ أقدامُهم
ومشى لهم بـقباحـــــــةٍ إجرامُ
إنَّ الـتمـــاديَ في الغرور ِجهــــــالةٌ
ولكلِّ مغتــرِ الـطبـــــاع ِ فـطـــــــامُ
زعمــــوا بأنَّ الخلدَ في سلطانـِهم
والـمـــوتُ عنـد رئيسِهم أوهـــــامُ
حتى رمـــــــاهُ الله ُفي أسيــــــــــادِه ِ
فـتفرقــــــوا , وكأنــَّهم أنعــــــامُ
فاستكلبتْ جندُ اليهودِ بأرضِنا
من بعـــــده واستـأسدَ الحـــاخــــــامُ
ديــــــنُ النبـــــــيّ محمــــــدٍ في غربةٍ
والـــذلُّ ســــامَ النـــــاسَ والإرغامُ
فمتى تـشرّفُ أُمــــــةً يــا سيــــــدي
لـيعمَّ عـــــدلٌ مطبــــــقٌ ووئـــــامُ؟

خطاب الى الشعب

خطاب إلى الشعب 1997
أُرقصْ علـــــى نـغمِ الأوتــــــارِ يا بـلـــــــــدُ
رقصَ الـذبيــــح ِ إذا يـعيـــــــا لـــكَ الجســــــدُ
أُرقصْ ولا تـتــــــوانَ ، الــــرقصُ ينعشُـــــــني
والرقصُ لي ــ لو ونتْ أجسادُكم ــ سبدُ
الرافـــــــدان ونخـــــــلُ البصرة ِارتـعشـــــــــا
من ذكرِ إسمي فهـــــل يا شعب ُتــتـئــــدُ ؟
ســــــلْ جـــــدَّنـا من رمـــاه السيلَ في حممٍ
حين احتمتْ فيــــــه نــاسٌ وهــــــي ترتـعــــــدُ
أتـنكرُ الأمس حين احتجتَ مغفرتي ؟
فلـتـتعظْ حين يـغري أيـــَّكم أحـــــــــــــدُ
ما الـثــــورة ُاللائـــي بعضُ النــاسِ ينشـــدُها
إلا كحلمٍ وهل يغريكُمُ حردُ ؟
ولتحتشدْ كلَّ يومٍ كي تباركَني
ورغم أنفِـــــكَ هذا اليـــــوم تحتشــــــدُ
صفّـــــــــــقْ فإنـــّــي إذا صفّقتَ لي طربـاً
أهــــديكَ مكرمةً في طيّــها الشهـــدُ
يا أيـــُّها الصانـعــــون الفـــنَ حسبُكُم ُ
إنْ تطلبـــــــوه ُ فمنــــي الغيثُ والرفـــــــدُ
فالرسمُ لا تـزدهي ألــــوانُ صانعِـــــهِ
ما لـم يزيـّنـــْه ُ قـــدّي الفــــارعُ الجَيَـــدُ
أُرسمْ فإنَّ وريقـــــاتٍ بـها صــــوري
حقــّــاً تـزانُ فإنــــّي السعـــــدُ والنكدُ
في كلِّ مفترقٍ لابـــــدَّ ترسـمُـــني
وفي بيوتـــِـكُمُ لابــــــدَّ أقـتعـــدُ
وأنتَ يا شاعراً لــــو جئتَ شــاردةً
من دون ذكري فما يدنـو لهنَّ غـدُ
أنشدْ فما خُلقتْ ألفاظُكم أبداً
إلا ليصدح َباسمي الفــأرُ والأســدُ
***

تعساً لفرعــون أنْ قـد قـــــال منتشياً
أنا الإلـــهُ الـذي في الكونِ أنـفردُ
بل حاش لي إنــَّما وحدي إلهُكُمُ
وليس للنـــــاسِ دوني عيشــــةٌ رغدُ
( آلانَ ) مرتْ عليهِ وهــــــو مضطهــــــدٌ
ولن تروا في غــــــدي ( آلانَ ) تضطهدُ
إن كان موسى على فرعونَ مقتدراً
فهل لكم بعــــــــده موسى لترتفدوا؟
هبْ إنــــّـه بعصـــــــاه اللائــــــــي يحملُّهــــــا
يـدنــــــو فعنــــدي لـــــهُ ألـفٌ ولي مـــــــددُ
ما أنـتُمُ غيـــــــرُ جــــــــرذانٍ مبعثــــرةٍ
وكلُّ عيشٍ لكم من دوننا نكدُ
أنـــــــا الإلـــــهُ وكلُّ النــــــاسِ تعبــدُني
أنــــــا السميــعُ البصيرُ الواحــدُ الصمــــدُ
مـَــــنْ قـــــــال أنَّ إلــــهَ النــــــاسِ منـفـــردٌ
قـــد يولــــدُ الربُّ أحيانـــــاً وقــد يلـــــدُ
ألـم تـــــرَ اللهَ ذا أهــــــــلٍ وذا ولــــــــــدٍ
ووالــــــــدٍ ثم أُمٍ بعضُــهم لُحـــــــــدوا
إلاّي َفالخلــدُ مكتوبٌ على شرفي
والحـــربُ معتنـقي والصبـــرُ والجلــــــدُ
وهــذه السبعةُ الأعوامِ تأكلُكم
وربــُكم في رغيدِ العيشِ يتسدُ
وقبلها كم رأتْ عينـاي من خردٍ
أضحتْ أيامى وبئس الأيـمــــةُ الخردُ
مات البعــولُ بحربٍ كنتُ مضرمُها
حربُ الثماني بـها الأزواج ُقد نفـدوا
وكلُّ مَــــنْ فوقهـــا لابـــــدَّ تهلكُه ُ
ريـحُ السمــومِ وريـحٌ صرصرٌ رُبُدُ
ما الريـــحُ إلاّ جنــــــودٌ حيثُ آمرُها
تمضي فيا أيـــــُّها الباقـــــون يا قــــــــددُ
يوماً سأقـتلُكم في بعضِ نزوتِنا
فنزوةُ الربِّ في أيامِكم رشَدُ

العمر

العمر 1995
هــــــو ذا يـعانـقُــــنا ويـمضــي عنــــــــوةً
فإلى متـــــى في حبِّــــه ِ سنناضــــــــل ُ
يـدنـو كضـــــوءٍ مسرعٍ وبلمحــــــةٍ
ينــــأى فيدنــــو عـــــــالــَمٌ متخيَّـــــــلُ
يـأتــــي ويرحــــلُ فجــــأة ً فكأنــّما
هو راكبٌ وكأنــّما هو راجلُ
فربيـــعُ عمـــرِكَ ربــّما في خـضرةٍ
وخريـفُ عمرِكَ لا محـــــالةَ قاحـــلُ
لكنّهُ – رغم الفواجعِ – آسـرٌ
أعوامُهُ – رغم الضياعِ – حوافـلُ
فترى ابـــــــــنَ آدمَ دائبــــاً في يـومِــــــــهِ
يعـــــدو ولا يـــــدري بأنــّهُ راحـــــــــلُ
لكنّني أعدو بفكريَ في الورى
ليلاً وبعـــــدَه ُفي النـهـــــارِ أواصـــــــلُ
عقلــــي ومن طـــــول ِالتأمــــــل مجهــــــدٌ
جسمي ومن سهــــــدِ الليــــالي ناحــــلُ
هــــذي السحائبُ فــــوقنا مرصوفـــةٌ
مَـثــــَــلٌ بـها لكَ يا ابــــــــنَ آدم ماثـــــــلُ
فالناسُ فـي رأي الحصيفِ سحائبٌ
منــها بــــــــــلا غيثٍ ومنــها هاطـــــــلُ
لا تـنـتقصْ بعضَ الأنــــــــامِ فربــَّمـــا
رأسٌ صغـيرٌ فيــــه عقــــــلٌ هائــــــــلُ
إنْ قلتَ ذا عقـــــلٌ صغـــــــــيرٌ نـاقصٌ
سيريكَ أنَّ العقـــــلَ منـــــــه لكاملُ
يدميكَ مـن خطرات ِفكرٍ ثاقبٍ
ويريكَ فعــــلَ العقــــــلِ حين يقـــــــاتلُ

رغبة

رغبة 1996
يا قـاطعــــاً طرقــــاً في البــر للنجفِ
بلّـــــغ ْ أميري علـــــيّ الدر ذا الشرفِ
مـــــني الســــــلامُ عليـــــهِ دائمـــــاً أبـداً
فالقلبُ يـعشـــــقُه ُ حتـــــى وإنْ يـقـفِ
ما زال يخفـــق ُقلـــــبيَ في محبّــتِــــــهِ
اللهُ يعلمُ ما فـــــي القلبِ من كلفِ
خاصمتُ دنياي لا أرضى بصحبتِها
طـلَّـقـتُـــها زمنــــــاً حتـــــــى بلا أسفِ
سيانَ عندي ببيتٍ موحشٍ سكنٌ
ومنــــــزلٍ ناعمٍ يـــــــزدانُ بالـتحفِ
فالمرءُ يسكنُ بعد الـمـــوتِ حفرتَهُ
ما نفعُ كلِّ قصــورِ المرءِ والترفِ ؟
والدربُ بعد قضــــاءِ العمر ِموحشةٌ
أوحشْ بدربٍ قليــــــلِ الزادِ مخـتلفِ
إنــــّي لأرغبُ بعد الـمــــوتِ يحفرَ لي
قربَ الأميرِ قبـيــــــرٌ فيــــــه ملـتحفي
إنَّ الأميـــرَ عليــــــاً فــــي شفـــــــاعتِهِ
عنــــد الإلــهِ كبحرٍ منـــه مغترفـي
إنْ رمتَ تعـــدمُ يـومــــاً مــن شفاعتِهِ
دعْ نـورَ تربـتِه ِواقصـدْ إلى الســـــدفِ
ليس الـتـرابُ ســــواءً حين تعــــدلُـــــه ُ
نِعمَ التــرابُ ترابُ البرِّ فــي النجفِ

سليل المجد

سليل المجد 1998
سليـــلَ المجـــدِ والحججِ العظــــامِ
ويا ليثَ الغطـــــارفةِ الضخـــــامِ
ويا مَــنْ نـــوـَّرَ الدنيــــا وكانتْ
علينـــــا قبـــــل ذلكَ في ظــــــلامِ
جُزيتَ الخيرَ عـــن هِمٍّ كبيرٍ
أفدتَ وعن وليــــدٍ في الفطـــــامِ
وهبتَ النـــاسَ علمــــاً مستفيضاً
ينجيهم من اللجـــــجِ الطــــوامي
وقبــل اليــوم كانـوا في سباتٍ
طويــــلٍ لا يعــــادلُ فــــي قــــــــوامِ
ظـنـنـــَّــا أنــــَّــهُ يـبقـــــــــــى ليـــــــومٍ
يصيــرُ النــــــــاسُ فيــــــهِ لـلقيــــــامِ
ولكنْ ظنـُّــــنا سفــــهٌ وجهــــــلٌ
وبـعضُ الظــــنِ مدعــــاةُ الأثـــــامِ
فـ ( منهجُكَ ) الغزيرُ لــــواءُ علمٍ
سيـدفـــــعُ قـارئيـــــــهِ إلى أمـــــــامِ
فضـــولاً مـا لـمسنا فــــي ربـــــــاهُ
على ما فيـــه من عســلِ الكلامِ
ولا فـــي ( ما وراءَ الفقـــهِ ) نقصٌ
وهــــل من منـقصِ البدرِ التمـامِ؟
وفي علمِ الأصولِ أتيتَ سجعاً
تعالى السجـــعُ عن سجــــــعِ الحمامِ
أثرتَ النــــــاسَ للجمعـــــاتِ حتى
لتدمـــــعُ أعيــــنٌ رغم ابتســـــامِ
على أنَّ الصــــــلاةَ بـهـــــنَّ فــــــرضٌ
كفرضِ القادرين على الصيـامِ
وكان الشانـئــــــــون إذا أرادو ا
فمــــن تـعطيلِـــــها بــــــدءُ اتـهــــــــامِ
سددتَ الدربَ لـم تـتركْ نبــــالاً
لتكفيرٍ .. ولا سهمــــــــاً لرامِ لقــد غصتْ ــــ وعيــنُ اللهِ ترنـوــــ
مساجـــــدُ بالسجــــودِ وبالقيـــــامِ
وفي الطرقــاتِ أفـــــــواجٌ تساوتْ
ــــ إذا صــــاحَ المــــؤذنُ ــــ بانـتظـــامِ
فهذا الفــــــوج ُفي صفٍ وهــذي
مجاميــــعٌ على وجـــــهِ الرغــــــامِ
ولـو قُضيتْ لعـــــاد الشفـــعُ وتـراً
وضاع المرءُ في حشدِ الزحامِ
وكـــنـّا قبلهـا لـلمــــــالِ نـثـغـــــو
كما تـثــغو السـوامُ إلى الطعامِ
وها نحنُ اهتــــــدينا من همـــــــــامٍ
رعـــــــاكَ اللهُ يا أتـقــــى همــــــــامِ
***

سليـــلَ المجــــــدِ لـم آتيكَ مدحاً
على أنـــّي مدحتُــــــكَ يا إمـــامي
دعـــــاني الإعتــــــذارُ اليـــكَ حتى
كأنــّي سابـــــقٌ رمــــلَ الـمـــوامي
قطعتُ الجــردَ سعيـــــــاً لا لأنـــــّي
أرومُ المالَ كي أكسو عظامي
ولــو مسحتْ محاجرُ منــكَ جسمـي
ستحفـــــــــلُ فيــــــه أنــّي بانعــــــــدامِ
فها أنــــذا أمامـــــــكَ لستُ أرجـــــــو
سوى عفــــــوٍ عن النـــــــاسِ النيــــــــامِ
حنـــــــانـكَ يا سليـــــلَ المجــــــدِ إنــــّــي
طلبتُ العـــذرَ عــــن بعض ِ الأنـــــامِ
أرى بعضَ الأنـــــــامِ يسيــرُ زهـــواً
على طرفِ الأصـــابعِ في ا نـتظــامِ
يجمّلُهم إطـــــارٌ مـــن رخـــــامٍ
يقـبّحُهم قصـــورٌ في الكلامِ
فلـو قيـــــــل الـثرى صنــــو الـثريـــا
لقالــوا : ( القولُ ما قالتْ حـــذامِ )
ولـــو أنـــّي اختبرتُ الفحــــلَ منهم
لما عرفَ ( الحَمامَ ) من ( الحِمامِ )
ولا يسطيـــــعُ تـميـيـزاً لأمــــــــــرٍ
ولا تفريـقَ ( وتــرٍ ) عن ( تــــؤامِ )
ولكنــّي رأيـتُــــــــهُمُ لــــــــــذمٍ
يـمـــــــدّون الأكفَ إلى اللجــامِ
عجبتُ وقد سمعتُ الـــذمَ منهم
لأعلــــى منـــــزلٍ في ذا المقــــــــامِ
فيا ( صدراً ) لـديـــــــنِ اللهِ إنـــّــي
بـمــــا أُوتيتُ مــن وهـــــــجٍ ضِرامِ
عرفتُ الصدرَ يُرمى في سهامٍ
فصبراً إنْ رُميتَ بـــذي السهــــــامِ
وعهــــدي أنــّها يـومـــــاً ستُكفى
وما يبقى الخصيمُ على الخصــــامِ
ســــــوى بعضٍ يصـــدُّ النفسَ عمداً
ويلـهـــــــــــو باللــــــذائـذِ والمـــــــــُدامِ
فـــــدتكَ الأنـفــــسُ اللائــــي تخلَّتْ
وراحتْ تـرتجي دنيـــــــا الـلئــــــــامِ
رعـــــــاعٌ لا يساوون اصطـــــداماً
وهم للعروةِ الــــوثـقى ظــــــــــوامي
سليـــلَ المجـــدِ والدنيـــا رخـــــــاءٌ
على مَــنْ رام عيشاً في الجمــامِ
تركتُ الراحةَ العظمى لغيري
من الراضين عيشـــاً كالسـوامِ
فمثلي لا يرى في النـــــومِ طعمــاً
ولكنْ في العدالــــةِ والســـــلامِ
وفي نشرِ السماحـــــةِ بين قـومــي
وأنْ نحيــــــــــا جميعـــــاً في وئـــــامِ
سليـــلَ المجـــدِ ما عنـــــدي حسامٌ
ولكنــّي أتيتُكَ فــــــي لهــــــــــامِ
عظيمٍ، مائرٍ ،خضــلٍ ،خضمٍّ
من الألفــــــاظِ أمضى من حســامِ
ففي صدري تصــــولُ مجلجــلاتٍ
قصــــائدُ لا تـهـــابُ مــن الطغـــــامِ
وعنـــدي مهجـــةٌ رفعتْ لــــــــواءً
بأنَّ الموتَ في الكربِ الجسامِ
وأنَّ الله َ لا يرضـــــــــــى منــــــاماً
إذا وجبَ القيـــــــامُ على المنـــــامِ
فـــــلا قرتْ عيـــــونٌ ليس فيهــــــا
على الأشرارِ مــن ريــحٍ عرامِ

عراق الثائرين

عراق الثائرين 2004
أبــــــيٌّ ورغم الجـــــــــورِ نارُك َتلهبُ
جميــلٌ ورغم الخورِ صوتُكَ أعــــذبُ
لــكَ الله ُيـا شعــــــــبي فـــــــأنَّ عـــــراقَنــــا
ومنـــــذُ تـواريــــــخٍ مضــتْ متــــــوثّـــــبُ
توالتْ على أزمانكَ الأســــــدُ وارتقتْ
على كتفيـــكَ الغرّ حمـــــرٌ وربربُ
تجــــوع ُومــــــن كلّ الجهــاتِ مكرَّمٌ
وتحلمُ فـي شكلِ الرغيفِ فأعجبُ
أتظــــما لمــــــاءٍ ؟؟والبــــــلاد منــــــــــابعٌ
يداعبُ أحـــــــلامَ الخمـــــائــلِ صيّـــــبُ
عجبتُ عراقَ الثـــــــائريـــن فمحنـــــــةٌ
إذا طلعتْ أخرى عليـــــــها ستغـــربُ
كأنَّ على أرجـــــاكَ نقشَ دعــــــابةٍ
فأنتَ وعيــــــــنُ الحاقــــــدين تـــــــرقّبُ
طلعتْ بضــــــوءٍ كالشــــهابِ لغيهبٍ
يشـــــــعُّ على الــــــــــدنيا وغيُركَ غيّبُ
فكنتَ مزارَ الطــــامعين وروضةً
إذا حـــــلَّ فيها الطامعـون ستكذبُ
لأنــَّكَ نـــارٌ تُصــــــطلى ومــواقــــــــــدٌ
وأنــَّك نــــابٌ قبــــــــل ذاكَ ومخـــــــــلبُ
إليكَ يهبُّ الجمعُ لو شـــــــــــــــئتَ نخوةً
بأكــــــثر مـما رمتَ أنتَ وتطلبُ
بنـــــوكَ وقـــــد شـمّــوا ثراكَ فساءهم
بأنَّ العـــــــدى يـــوماً بأرضِــــــكَ تلعبُ
وهذي الضحـــــــايا في تـتابـــــع ِسيرِها
كأنـــّــي بـها تدنــــــو إليـــــــكَ وتقربُ
تعيــــــدُ لـمـَـنْ قــــد جــــــاد بالروح ِقبلها
حضـــارةَ آلافِ السنــــين وتـكتبُ
وأنتَ – عـــــــــدوَّ اللهِ – تحسبُ عيشةً
بأرضي هناءً خاب ما كان تحسبُ
لكَ الويــــلُ من شيــــــخٍ يصـــــولُ مدججاً
وطفـــــــلٍ على حبّ العراقِ مُــــــدرّبُ
أتسعــــى لعيشٍ في بـلادٍ تهيــــَّـــأت ؟؟
وأنتَ غـــــريبٌ عن حمـــــــاها مـجـنّـبُ
ستروى جبــــــــالٌ مـن دمـــاك َبشربـها
وأســوارُ بغــــــدادٍ ودجلـــــةُ تشربُ
فدعـــــــنا إذا شئتَ النصيحةِ واتعظْ
فإناــــ إذا ما كنت َتجهــــلُ ــــ يعربُ

عيد الغدير

عيد الغدير 2005
ســــــلاماً يا أبا حســـــــــنٍ سلاما
فأنتَ الحــــقُّ فعـــــلاً والكلاما
ســـــلاماً يا أبا حســــــــــنٍ بعيـــدٍ
أُبـايــــعُ فيــــه بـدءً والخـتــــــــــــاما
سلاماً من حبيبٍ ليس يرجـــــــو
سوى عفوٍ إذا حضر الرجـــــاما
وما الدنيـــــــــا لطالبِها مقــــــــــاماً
وإنْ طالَ النجـــــــــومَ ولا غراما
وأنتَ تركتها من قبـــــــلُ حباً
بأُخرى كنتَ تحسنُها القياما
ســـــــلاماً يا أبا حســـــنٍ بعيـــدٍ
به وُلّيتَ في الأرضِ الأنـــاما
هنيـــــئاً للغـديرِ وقــــــد تسمّى
بإسـمِه ِعيـــــــــدُكَ الغالي وقاما
أبا حســــــنٍ وحبُّكَ ليس يدنــو
قلـــــــــوباً في غوايتــــــها تعامى
وما الإسـلامُ ينفــــــعُ لــــو تخلى
حر يـصٌ عـــــن ولايتِكَ انتقاما
تخذتُكَ للهدى مشكاة َعلمٍ
بـها أمحــــــــو من الدربِ الظلاما
خُلقتَ منزهاً من كلّ عيبٍ
فلا أرضى ولا حتى اتـهامــــــا
سبقتَ النـــــــاسَ للإســــــلام ِطراً
واسرجتَ الخيــــــــولَ لهُ غــــــلاما
إذا ما قمتَ في ســـــــــوحٍ لخصمٍ
تبـــــدَّد َشمــــــلُهم حتى ترامــــى
وسيفُكَ شاهدٌ في كل حربٍ
بأنَّ الفحـــــــــلَ تسقيه الحِمــــــــــاما
ولم تقرب ْحرامــــاً قيــــــــــدَ ظفرٍ
كأنَّ الله َ لـم يخـــــــــلقْ حراما
تفتشُ عن شحيـــــحِ الرزقِ حتى
تســــــامرُه ُوتطعمُـــــــه ُالطعــــــاما
فكم من ليــــلةٍ قد جبتَ فيها
بـيــــــــــوتاً تبتـغي فيـها اليتــــــــامى
أبا حســــــنٍ أتدري كم لدينا
من الأيتـــــــامِ قد ذاقوا السقاما ؟
أتـدري أنَّ واحـــــــدَهم بـعيشٍ
يـجيــلُ بناظريـــه ِلــمَــــنْ تعامى ؟
لـمَنْ أفنى الحيــــــــــاة َعلى يـــــديـه ِ
ولـم يعرفْ بـهــــــا إلاّ المُــــــداما
فلم أرَ مثلما رفضـــوا حــــلالاً
ولـم أرَ مثلمـــا قبلــــــوا حرامـا
***

ســـلاماً يا أبا حســــــــنٍ وعنـــدي
من الآهـــــاتِ ما يشجي الأيــامى
جُبلتُ وفي بـــــلادِكَ حيث أُسقى
لحبّ الأرضِ علمــــــــاً ما أقــــــاما
وشـــــاطرني لحبّ الأرضِ حبٌ
لآلِ البيت ِ ينقســـــــمُ انقســـــــاما
هنــــــــا قببٌ أمــــــــرُّ فألـتقيــــــــــها
وتحضنُـــــــني إذا ذقتُ الحمــــــــــاما
كأنَّ بذا الرغــــامِ ــــ إذا تشظى
فــــــــــؤادي بي إلى سفـرٍ ــــ لجــــاما
عراقُ الخيرِ أنظــــــرُه ُكجسمٍ
تضرّج َ بالـــــدما عـامــــــاً فعـامــــــا
يشارُ إليـــــه أنَّ الجـــــــرح َفيـــــــهِ
عميقٌ وهـــــــو ينتظرُ الكِلامـــــا
بـلادُكَ يــا أبــا حســـــــــنٍ بمـــــــــوجٍ
مع الأحقـــادِ تـضطرمُ اضطراما
خصامٌ قد ينـــــــوشُ العمرُ كلاً
إذا بقي الخصـــــــــــــــامُ بنـا وداما
هنــــــا بيتٌ تـهــــــــدَّم لا بحـــربٍ
هنـــــــاكَ نرى ذبيحتَهم إمامــــا
أبا حسنٍ تحلّـــــقُ في سمــــــــــــانا
منايانا , ولا نـــــــــدري إلا ما ؟
لقد أقصتْ لنا الأيـــــــــــامُ عمراً
وصرنا نشتهي اليـــــــــومَ ابتساما
وكنــّــا قبـــــــــل ذا نُصلى بنـارٍ
فلا ندري 00ضيـاءً أم ظلاما ؟
نحــــــارُ بــــأيّ لفظٍ لــــو أردنـــــــــا
مقــــــولاً لا يصــــوغــــوه اتـهامــــــا
فنرضـــى مــــــن مغبّـتـِنــــا هـــــواناً
ونخشى مـن تفككنا الطغاما
كأنــّــا في ذرى سجنٍ عميقٍ
نـذوقُ بــليلِــــــهِ المــــوتَ الزؤامــــــا
وأيــن نفرُّ ؟والـــــدنيا كحربٍ
على هـــــاماتنــــا رفعت َحســاما
أبا حســـــــنٍ لعلّي اليــــــوم أرنـــــو
إلى سفــرٍ أُحـــــاربُه ُاعتصامــــــا
لمجهــــــولٍ ســأمضي من مكاني
وأحكمُ في سويعتِه ِالزماما
سئمتُ العيشَ في بلدٍ تناست ْ
أهاليـــــه المحبـــــــــةَ والســــــلاما
أبا حسنٍ بـلادُكَ رغم حبـّــي
لقبتِكَ العظيمـــــةِ لـــــــــن ترامــا
لأنـــّـي عـــــــن محبّـتِـــها غريبٌ
ولـم ألمسْ بـواديهــــا احترامـــا
أبا حسـنٍ فعفــوكَ عـن ضعيفٍ
يرى في بعـــــدِه ِعنـكَ انهزاما

دوامة الغربة

دوامة الغربة 1996
أضيقُ بذاتِ الطــــــولِ يا ربُّ والعرضِ
فلا شيءَ في الدنيا لنا أبـــــــداً يُرضي
أجـــــــولُ بـها مــــــا بين مشرقِ شمسِهــا
ومغـــــربـِها دون الـتعطّـــــــــشِ للـغمضِ
فصبـــحٍ أقضّي في الهمـــــومِ جمـيعَـــــه ُ
وليـــــلٍ طــــــويـلٍ في مناكبِـه ِأمضي
إذا كنتُ في ليـــــــــلٍ طلبتُ نـهارَه ُ
حنانيك يا ربي فكيف بنا تقضي؟
ولكنَّ همَّ الليــلِ أهـونُ من ضحىً
أكونُ به فرداً أدورُ بـــــــــلا أرضِ
فــــلا طلــــــعَ الصبــــحُ البهـــيُّ بضــــوئِـــــه ِ
عليَّ ( فبعضُ الشر أهــــــــــونُ من بعضِ )
وقد أغتـــــدي فــــــــــوق الجبـــــال ِبـأنَّــــــةٍ
وأُمسي بأنـاتٍ كبــــــــــارٍ على خفضِ
فيـــا ليتَ أنـــّاتـــي تـكـــــونُ خنـــــاجراً
لجمّعتُــــها بعضــــاً على البعضِ في رفضِ
لـتمزيـقِ أجســــــادِ الطغـــــاةِ جميـــــــعِهم
وتحـــــويـلِ أرضِ الرافــديــــــــن إلى روضِ
ولكـــــــــنّ ذاكَ الحـلمَ أبعـــــدَ غايــــــــة ٍ
ويـا ليتـَـــه ُنحـــــــــوَ الحقيقـــةِ في ركضِ
يــــؤرقُـــــــــني أنـــّــي ولِدتُ بـأرضِكم
كسيحاً كما أنــّي جُبلتُ على البغضِ
على أنَّ ظـلمَ النـــــاسِ للنـــــــاسِ واردٌ
ولكنَّـــــه ُ نزرٌ إذا قيس َفي أرضي
ومن ظلمِ نـــــــــاسٍ في العراقِ فإنَّــــني
أضيقُ بذات ِالطــــــــولِ يا ربُّ والعرضِ

غواية لائم

غواية لائم 19/6/1997
يا لائمي في حبِّ مَنْ أهواه رغم العذّلِ
دع ْعنكَ لومي يا عذولُ ولا تزدْ لا تعذلِ
لو كنتَ تدري فيم قلبي هائمٌ لم تفعلِ
إنَّ الذي أهواه ليس بأشبهٍ وبأمثلِ
فالعطرُ عطرُ المسكِ إن ْفاحت ْوعطرُ قرنفلِ
والوجهُ بدرٌ في التمام وفي الصفا كسجنجلِ
أحسنْ بذاك الوجهِ أو أكرمْ به أو أجمِلِ
علمٌ يميّزُه ُوجدٌّ دائمٌ لم يهزلِ
وتراه ُمهمومَ الفؤادِ وقلبُه ُكالمرجلِ
خيرُ الورى زهداً وأفضلُ عالمٍ متبتلِ
متصدقٌ وقت الركوع ِبخاتمٍٍ ، لم يبخلِ
مَنْ قال فيه الله ُأقوالاً بأحسن ِمقولِ
المرتضى الدرُّ المصفى وابن ُعم المرسلِ
زوج ُالبتولِ ووالدُ السبطين غيرُ معللِ
ثبتٌ على دين ِالرسول ِفلم يملْ ويحوّلِ
أسدُ الحروبِ وساقيَ الأعداءِ مرَّ الحنضلِ .
في ذي الفقار بحيث يضربُ عن يمين وشمألِ
مَنْ قُدَّ في ســـــيف ِالإمامِ فقد أُصيب َبمقتلِ
لم ينزلْ البطـــــــــــلُ الشجــــاع ُمـــحارباً لم يقتلِ
أُحُدٌ ستشهـــــدُ والدمـــــــــــــاءُ بسيفِه ِلم تُغسلِ
إذ صاح جبريـــــــــلٌ بأعلى صـــــــوتِه ِفي المحفلِ
(( لا سيفَ إلا ذو الفقـار ولا فتى إلا علي ))
قد حاز مَن ْأهواه عند الله أفــــــــــــــضل َمنزلِ
إنّي لأرجو في هواه شفـــــــــــــــــــاعةً إنْ أُبتلِ
في ذالك اليـــــــوم ا لــــــــــــذي ســـــــأروحُ فيــــــــــــه بمعزلِ
فـــــــإلى مــتـــى يـــا لائمـــــــــــي عنـــــــــك الــــــغوايةُ تنجـلي؟

الجوع

الجوع 1997
أيــــــدٍ خــــــوافٍ في المصــــــــائرِ تلعبُ
لعبت ْبنـــــــا حتى استـــــــرابَ الـملعبُ
فانسابتْ الأقــــــدارُ نحــــوَ مضاجـــــعٍ
أمنتْ غـــــــوائلَها , فأُثـقــــــلَ منكبُ
مثـــــــل الأفــاعي حـــــــين تتركُ مسرباً
ليضمَّها – بعــــــــد الجريرةِ – مسربُ
نفرٌ من الأنـــــــــــذالِ تشرقُ شمسُهم
في حين شمسُ الصيدِ عاجتْ تغربُ
إنْ كنتَ تخشى مــــــن ذئابٍ غمرةً
هم في الضغينـــــةِ من ذئــــابٍ أذأبُ
ألـقٌ لهم قد بددتـــــــــــهُ غشـــــــــاوةٌ
والنـــــــورُ يغشـــــــــــاهُ بصمتٍ غيهبُ
لي مذهبٌ في العيشِ أرملَ أيكتي
ولهم – بملءِ الزقِ خمراً – مذهبُ
***

الجــــــــــــوعُ خيّمَ في البـــــلادِ جميعِها
والروعُ يأكلُ في الشجيّ ويشربُ
حتى استحـــــال الأمر ُفي أيـــــدٍ لها
لــــؤمٌ فلــــــــــو نازعتها لا تكسبُ
قد كان قلبُك يا ابـــــــــــنَ آدمَ طيباً
مَــــنْ ذا اشتراهُ؟ وأين راح الطيبُ ؟
حتى غـــــدوتَ من الكلابِ تمجُّ من
حـوضٍ وأنتَ لأجلِهم مستكلبُ
يا جفــــوةً بالأمسِ كانتْ رقــــــــةً
جـاشت ْبقلبِكَ حين أبكي تطربُ
قلبٌ تـوغَّـــــلَ في الخداعِ كثعلبٍ
رأسُ الخيــــــانةِ والخـــــــداع ِ الثعلبُ
***

بَعُدتْ خطاك عن الصوابِ فرحت َفي
درب الخطيئــــــــةِ وهو دربٌ مجــــدبُ
جمّعتَ أمــــــوالَ الدنـــــــــا في إثــــــــرةٍ
وأنــــــــــا أمامـــــــــكَ جــــــــائـعٌ أتعــذّبُ
والجـــــــــارة ُالثكلى بزوجٍ هزَّها
جـــــــــوع ُالصغارِ وذاك أمرٌ مرعبُ
جاءتكَ تستجدي الطعــــــــامَ لصبيةٍ
والدمعُ في العينين منــــــها يسكبُ
نــادمتــــها , ســاومتــــها , حــايلتـــــها
ولضىً مــــــــــن النيرانِ فيهــــــــا تـلـهبُ
مـــا ضرّ مثلكَ لــو يـمــــدُّ لـها يـــــــــــداً
أوَ ليس عنـــــــد الله تلكَ ستُكتبُ
لا يـا ابــــنَ آدم ثبْ لرشــــــــدِكَ إنـــَّما
رشدُ الفتى من كلّ عذبٍ أعذبُ
هي غيمــــــةٌ لا بـــــدَّ تـقشعُها الريــــا
ح ُ ولــــــو غـــــلا يـــــوماً وعزَّ المطلبُ

الخلود

الخلود 2007
مخلَّــــــــــدٌ أنتَ يـا مـــــــولايَ مـا تفـــــــدُ
إلاّ على جـــــــدّكَ الهــــادي وتـتســـــدُ
لو يعرفُ النـــاسُ ما معنى الشهـادة؟ لم
يبكِ الشهيــــدَ بذي دنيـــاهُمُ أحــــــدُ
أو يعرفُ الناسُ مَـنْ يبكـون ما بقيتْ
على البسيطـــةِ أجفــــــــانٌ ولا كبدُ
ضمَّ الشهــــــــادةَ للإيمــــــانِ فاتحــــــدا
حتى كأنـــّهما , السيفُ , والغمـــــدُ
فاهنـــــــأ بما نلتَ يـا مــــــولايَ غــــايـتُـنا
إنــــّا على دربـــِكَ المأثـــورِ نحتشـــــــدُ
مخلَّــــــدٌ أنتَ يـا مـــــــــولايَ ما طلعت ْ
شمسٌ على مهمـــهٍ والليــــلُ إذ يفــــــــدُ
مكلّلُ الهامِ في نصرٍ وإنْ قُطِعت ْ
من رأسِكَ الشامخِ الأوداجُ والـوُردُ
ما كلُّ مَــنْ نالَهُ الصمصامُ مرتحـلاً
لطـالما عـــــانـقَ العليــــــــاءَ متّســــــــدُ
يومَ الوطيسِ وما لاقيتَ مـــــن عنتٍ
ومن جراحٍ كثــــارٍ فيكَ تـتقــــــدُ
أسرجتَ خيلَكَ ظمأنـاً تر يــــــــدُ بها
وجهَ الإلهِ ولم يقعـــــــدْكَ مَــــنْ لُحــدوا
حتى كأنَّ رماحَ القــومِ في مطرٍ
وأنتَ عنها بربِّ الكــــــــونِ منفردُ
لـو شئتَ مــــداً لكان الروحُ يقدمُهم
فـــداؤكَ الروحَ للإســـــــلامِ ذا مــــــــددُ
لم ترضَ بالعيش ِفي صمتٍ وإن ْرغـداً
لغـــيرِكَ الصمتُ أو أيـامُــــــهُ الرغــــــــــدُ
ماتـــــــوا وعشتَ فعاش الـديـنُ وانقبرتْ
براثـنُ الشركِ في الأصـــلابِ يا جلــدُ
يا طلعــةَ الصبــحِ أنتَ الصبـــحُ أكملُهُ
ودونَ صبحِـــــكَ ليــــــلٌ كلُّــــهُ سُهُدُ
يا ابنَ الضراغمَ من عـــــــدنان يا بطلاً
حطَّمتَ صرحَ طغـــاةٍ وهي تحتشـــــدُ
يا أيـــُّها السيفُ يا ابنَ المرتضى أبـــــــداً
يا ليثَ معركـــــــةٍ أحييتَ ما وأدوا
إن كان من زبدٍ في البحرِ أو دررٍ
فأنتَ جــــــــــــوهرُه ُ والشـــــــــانئ الزبدُ
فردٌ ولست َتخـــــــافَ الجيـــــشَ منفرداً
كأنـــّما أنتَ جيــــــشٌ وهــــــو منفردُ
شتّتَّ جمعــــــــــاً ولم يثبت ْلهم أحــــــــدٌ
إن الثبــــاتَ هــــــــو الإيمانُ لا العـــــــــددُ
***

وأهــــــــلُ بيتٍ إلى مثواهُمُ انتفضوا
من بعدِ ما حمدوا الرحمن ما حمدوا
قــومٌ من الصخرِ قد قدتْ قلوبـُهُمُ
على العـــدى ولغيرٍ ما لهم كبدُ
يـمشي لـمشيهُمُ في كــــلِّ معتـــــــركٍِ
العزُ والمجـــــــــــدُ والإحســـــانُ والرُشُـــــدُ
تـقـــــــــــاطـــروا للـــردى والحــــرُّ منبجسٌ
مـــــــع الجـــــــــــــراح ِ دمـــــــاءٌ حيثُ تـطّردُ
ويُمنـــــــعُ المــــــاءُ عن أكبـــادِهم ولهم
غـــــــــداً على حوضِــــــــــه ِ للظامئين يـــــــــدُ
قضـــــوا عطاشى بلا زيـغٍ ولا كســـــــلٍ
فكان للديــنِ هــــــــــذا الأسُ والعمــــــــدُ
حتى انتهى الأمرِ بالحــــــــوراءِ نــــــاظرةً
لـم يـبق َفي أفقِهـــا أهــــــــــلٌ ولا ولـــــــــدُ
إذ شبّكتْ عشرَها والقــــــــومُ يسمعُها
( هل ناصرٌ ..؟ ) غيرَ أصداها فلا تجدُ
( ليت السماء .. ) ولكن أنتَ منقذُها
كأنــّما أنتَ في أسبــــــــــابـِها الـوتـــــــدُ
وفي سـمــــــــــاحتِكَ الغراء كنتَ لها
طــــــــــوداً فلــولاكَ ما أضحى بـها أحــــــدُ
لهفـــي عليهــــا وقـــــــــد أنـــَّتْ لمصرعِهم
وسبيُــــــها حـــــان إذ أبطـالُــها فقـــــــــــدوا
***

وصحبــــــــةٍ قد مشــــوا للمـــــــوتِ تحسبُهم
أعتى من المــــــــــوت ِأو في طيـــّــه الشهــــــدُ
إنَّ الـمنــــــايـا طـــــــــــــوتـهم في معاطفِهــــــا
فاستذوقوا الموتَ هم في الموتِ قد سُعدوا
لـــــــــولا المنايـــــــــــا لما يلقــــــــون حتـفَـهُمُ
يوم الوطيس بأرضِ الكربِ أو رقدوا
صِيـــــــــدٌ تعالى إلــــــــــهُ النـــــاسِ خالقُهم
كأنَّ واحــــــدُهم في طبعِـــــــه ِأسدُ
قـــد ســـــدد اللهُ دربَ الــروح ِفامتـثلت ْ
إلى الجنـــــــــانِ وفيها النجــــــــــحُ والسددُ
***

مخلَّـــــــــــدٌ أنت َيا مــــــــولايَ مـا غربتْ
شمسٌ عن الكونِ فهي السرمدُ الأبدُ
مخلّّـــــــــــدٌ أنتَ رغم الشانئين وقـــــــد
أضحت ْلهدمِ قبورِ الأوليــــاءِ يــــــــــدُ
مـــــــولايَ أشكوا إليكَ الحالَ في بلدٍ
أطرافُــــــــــه ُفي يــــدِ الأيـــــــامِ ترتـعدُ
ما عــــــــادَ ذاك الذي يمشي بلا وجــــــلٍ
كالليث ِ, أو واثقاً في الصدرِ يقتعدُ
غاضَ الجمــــــالُ به وارتابَ من رحمٍ
حتى غـــــــــدا عاقراً ما عــــــــاد قد يلدُ
غربٌ وفي بلدي المنهــوكِ تكرمُهم
أيــــــدٍ خــــــــوافٍ إذا أزرى بـهم بلــدُ
في كلِّ آنٍ لهم سيفٌ يقطّـعُـــــــــــنا
ومالنا في جراحـــــــــاتٍ بنا ضمـــــــدُ
تجــــــــاهلـونا وهم بـالأمس إخـــــوتُنا
لما استباحتْ عرينَ الأسدِ ذي الأددُ
وكلّما يـنـتخي فـــــــردٌ نعـاضــــــــدُه ُ
حين اقتدرنا، فما أمسى لهم عضـــدُ
ما ضرنا لو ركبنا الصعب َنسبقُهم
إنـــــّــــا أُسُـــــــودٌ إذا يـنـتابُـنا الحــــــــــردُ
بالأمس كانــوا لخــــــدامٍ لنا خــدماً
واليوم في نعمةِ الأسيـادِ قد جحــدوا
هم العبيـــــــدُ وما في أيـــّهم قـدرٌ
والعبدُ من طبعِه ِ الإجحاف ُوالنكدُ
ضلوا وقالـــــــــوا وما أزروا بـمعتقدي
فهل لهم مثلنا ديـــــــــــنٌ ومعتـقــــــدُ ؟
دع ْكلَّ ما قيل فينا وانتظرْ فرجـــــاً
فكلُّ ما قيـــــل من أفواهِهم فنـــــــدُ

كافور الأمس واليوم

كافور الأمس واليوم 2008
يا شاكيَ الهمِّ لما زارَه ُ العيـدُ
همّي وهمُّكَ عند البعض ِمقصــــــودُ
مــــاذا لقيتُ من الدنيا؟ ومــا لقيتْ
عيناكَ ؟غيرَ الأسى والعهدُ معهودُ
من عهــــدِ آدمَ والدنيا كفاجرةٍ
تهوى البغـــاة َويهــــواها الرعــــــاديدُ
حظُّ الدنـيء إلى العليــــاءِ يسبقُــــــهُ
وحظُّ كلِّ عفيف ِالنفس ِتسهيدُ
من بـؤسِ أيامِنا يصطــــــــادُني أرقٌ
فلم تطفْ فـيَّ أو فيكَ الأغاريدُ
أبا المحســّــدِ ما شكواي تنفعُـــــــني
وأنتَ من قبل في شكواك َمحسودُ
من ألف ِعــــامٍ وعرقـــوبٌ يـواعـــدُنا
وما لعرقوب في الدنيـــــا مواعيــــــدُ
لكنّني ألمــــــــحُ الأحزانَ تسحقُني
فأشتكي صابراً والحزنُ ممـــدودُ
أمسيتُ أحسبُ أن الشمسَ بازغةٌ
على العراقِ وأنــــّي اليــوم مـولـــــــودُ
وأنـــّني بعــدَ ظلمِ الأمس منتصِفٌ
وقد تصدى لأمرِ الناسِ صنــــــديدُ
فكدتُ أقسمُ أنَّ العدلَ منتشرٌ
فيـــــهِ وأيـامـُـــــهُ غـــــــرٌّ أماليـــــــــــــدُ
حتى استبقتُ إلى الخيراتِ أقـطفُـــــها
فســاءني أنَّ مسعى القطفِ تفنيـــــــدُ
ما زلتُ في زمــــــنٍ مُرٍّ يعانـدُنـــــي
أسيادُهُ كلُّهم بَهمٌ مناكيــــدُ
أكلَّما خلتُ أنَّ الحالَ قد حَسُنتْ
ينالُ ما يشتهي الصمُّ الجلاميـــــدُ ؟
وكلَّما أشتهي أمراً يصــــارعُني
فيه الذي تزدهي من أجلِــــــــه ِ البيدُ
لم أدرِ أنَّ الذي يقتـــــــــاتُ من درنٍ
لا ينثـــــــــني حين تغريه العناقيـــــــدُ

***
أبا المحسـّـــــدِ عيـــــدُ الفطر ِ أيقضـــــــني
من غفـــــــوةٍ جلّها صـــــــــدحٌ وتغر يـــــدُ
ألفيتُ في البيـــــدِ أحـــــــــلامي وقافلتي
تسيرُ واحــــــــــدةً والدربُ مفقـــــــــــودُ
فصـــــــوروا الخيرَ فيهـــا حيثمـــا نزلتْ
وليس مــــــن أمرِ ذاك الخيرِ موجــــــــــودُ
وصادروا دون خـــــــــــوف ِاللهِ أمتعتي
وأورثــــــــوها لبكمٍ منهُمُ الغيـــدُ
حتى اكتشفتُ صباحَ العيدِ مهزلةً
أنــــّـــي بزعمٍ لمخــــــــــدوعٌ ومردودُ
مــــالي تطــــــــاوعُني نفسي لمعرفــــــــةٍ
وتزدريني حثـــــالاتٌ جـــــلاميــــــــدُ
للهِ أمري وقــــد صُيرتُ لا أسفــــــــاً
للعلمِ أهوى وعنــدي الجهلُ مصفـودُ
ما كنتُ أعلمُ أن العلمَ دبَّ بـِــه ِ
هذا الفسادُ فشاع النتنُ ؛ لا العــــــــودُ
حسبي من العلمِ ما قـــد نلتُ مرتبةً
فسيفُه ُبين حشدِ الجهــــلِ مغمـــــــــودُ
دع ِ الشهادات يزهـــــــــــو في مخايلها
الجاهلون فبعضُ الجهــــــل ِمعبـــــــــودُ
لـو يرتــوي العلمَ أفّـــاكٌ بمخلبِـــــــــه ِ
فكلُّ علمٍ سوى ما نال محمـــــودُ
أبا المحسّـــــدِ أأسى حين تنشــــــدُني
وأنتَ في العيدِ مهمــومٌ ومنجــــــودُ
غامتْ همـــــــــوماً سمائي وهــــي ممطرةٌ
عليَّ والهمُّ في دنيـــــــــاي محشـــــــــودُ
لئـــــــن شـــــدوتَ لحزنٍ ظـــلَّ يجمعُنـــــــا
فإنــّــــما شـــــــــدوي المـحزونُ تجديــــدُ
يا عيدُ قد جئتَ فيما كنتُ أحذرُه ُ
(عيــــــــدٌ بأسوءِ حالٍ عدتَ يا عيـــدُ )
***

أبا المحسّــــــــدِ هــــــــــل تأسى وقد دمعت ْ
عيناي؟ إذ ليس في الأحكامِ توحيدُ
فإنْ شكـــــــــوتَ عبيـــــداً يظلمون ففي
أرجــــــــــــائنا منهُمُ بيــــضٌ أماليــــــــــدُ
لو كان ذو المشفرِ المخصيّ يحكمُنا
لهــــــــــوّن الأمرَ أنَّ العبـــــــــدَ رعديـــــدُ
لكنّ شجــــــــــوي بأنَّ العبدَ في بلـدي
لـم يخصَ والرقُّ في جنبـيهِ مولــــــــــودُ
( لا تشترِ العبدَ ) ما عـــــــــادتْ تسـايرُه ُ
إنَّ الرصاصَ لفي كفيــــهِ موجـــــــــودُ
بالأمس تشكو كويفيراً وتلعنُــــــــهُ
ولعـــــــــنُ كافور في ديني لمحمــــــــودُ
واليـــــــــوم أشكو زماناً زادهُ شرفاً
حتى كأنـــّـــه ُفي إيمانِـــــهِ هـــــــــــــودُ
ترنيمـــــةُ العمر ِأنْ نحيــــــا وواحــدهم
مســـــــــــــــلّطٌ فيــــــــــه للآتــين تمهيــــــــــدُ
لـــو يرتـــــــــدي الخــــزَّ مزدانــاً بـبزتِــــــــه ِ
لكثرة ِالســبك ِقــــد يحتــــــــــــارُ داودُ
لا يعرفُ الجــــــــــودَ منهم واحـدٌ ولهم
ـــ في ظلمِ من يهتدوا في نورِه ِـــ جودُ
مــــا هكذا الظـنُّ في حمرٍ معـــالـمُهم
حُمرُ الوجــــــوهِ قراقيــــــــشٌ لغاديـــــــــــدُ
مــن الطعـــــامِ ضخـــامُ الروس ِتحسبُهم
شبــــــــهَ البهــائمِ لا عقـــــلٌ ولا جيـــــــدُ
فيهرعــــــــــون إلى اللـــــذاتِ تـقــــــــدمُهم
أهـــــــــواءُ فاجرةٍ لــــــو أمـــّــها السِّيـــــدُ
لا يهتـــــــــــدون لـمَنْ أثرتْ مخــــــايلُهم
ويصطفيهم ضعافُ الدودِ لا الــدودُ
أحبـــــابُ مَـــنْ جهلوا أعـــــداءُ مَــنْ علموا
لهم علينا برغم الجهـــــــــــــلِ تسويـــــدُ
ويحفرون أخــــــــــاديــــــــــداً لنــــــا ولهم
عنـــــــدَ الرقيب ِبأخراهم أخاديــــــــدُ
هم يمكرون ومكرُ اللهِ يوسعُهم
ومكرُهم في عبـــــادِ اللهِ محـــــدودُ
اللهُ حسبي وهم لا حسب َعنــــدهُمُ
سيسفرُ الفجرُ والدنيــــــا أغــــاريــــــدُ
ستشرقُ الشمسُ للأحرارِ في وطـني
وتنتهي للردى أيـــــامُنـــــــــا الســـــــــــــودُ

انا والمعري

أنا والمعري 1996
نصيبي من حيـاتي غيرُ كافِ
وعيشي ليس يرقى للكفافِ
ثلاثــــــون انقضتْ من بعدِ عـامٍ
وما زالتْ حياتي في تجافي
فلا خـــلٌ لـــــديَّ ولا خليـــــــلٌ
ولا مالٌ سوى بعضِ الأثافي
ولا زوجٌ لــــديَّ ولا وليــــــــدٌ
ينادمُني فتحضنُـــــني الفيافي
ولم أبصرْ سوى سدفِ الليـالي
ولم أسمعْ سوى صوتِ الغدافِ
ولـم أعبــــــــــأ بمنحرفٍ أثيــمٍ
وما شــــــــأني وغيري بــانحرافِ
على أنـــّــي إذا ما شئتُ جمعـــــــاً
لمالٍ ليس أرضى في ارتشافِ
ولو شئتُ التمتــــــعَ في نســــــــاءٍ
لقدمت ُ السمــــانَ على العجـافِ
ولكنــّي شريـفٌ بين قـــــومـي
وثــــــوبــي أبيضٌ حلـــــــوٌ وصافِ
عفيفُ النفسِ لا أرضى حراماً
وبين النـــــاسِ مشهـــــــودٌ عفافي
سأصبرُ ريثما يـــــــــــأتي نصيبٌ
لأرويَ نبتـــــــتي بعــــــدَ الجفافِ
فـــــلو يخفى على النــــــاسِ افتقاري
فعنـــــــــــــد اللهِ ذلكَ غيــرُ خـــــافِ
***

سجينُ الــدارِ في همٍ كأنـــّي
معرّيٌّ مــــــــــن الـ ( آه ) ارتشافي
أرى مثــــــــــلَ المعريِّ انـتفـــــــــاعي
بذي الدنيـــــــــا قليـــــلاً وانتصافي
أرى أنـــــّــــي جرعتُ بـما جنـــــاهُ
عليَّ أبي كؤوساً مــن زعـــافِ
عجـافٌ كلُّها أعــــــــوامُ عمري
وحزني طــــال ما بين العجـــــــافِ
فذي أصــداءُ حزني في ارتفاعٍ
وذي أصــداءُ همّي في هتـــــــافِ
ولكنّي إذا مــــــا صــرتُ يـــــوماً
خفيفَ الظلِّ في ثــــوبِ الزفــافِ
فــلا أجني على أحــــــدٍ بـوصــــــلٍ
لتأتـيَ ثـورةُ الخلــــفِ الضعـــــافِ
فدعني في همــــومِ العيش ِأمضي
لهمّي , للقصائــــــدِ , للقــــــوافي
أداري في القصــائدِ بعضَ همّي
وبعضُ الهمِّ فــوقَ الوجهِ طـافِ
تخفّفُ وطــــأة َ الأحزانِ عنــّـي
وتنعشُني على رغمِ الجفــافِ
ولولا الشعرُ يسمـــــــــعُ كلَّ صوتي
ويعرفُ كنــــــهَ قـــــولي والخوافي
لمــــــا أبقيتُ هــــــذا الــوقتِ حيــــــــــاً
فنظمُ الشعر ِعشقي بل كفافي
جمهورية البؤس 2008
نالتْ فمـــــــا رحمتْ مـــن بــــدريَ النضرِ
ضـــاقتْ فما فرجتْ فــــالصبر يـــــا قمري
لي ــــ كلَّ يـــومٍ بـــذي الأيــــامِ ـــ فاجعـــةٌ
حتى ضجرتُ ولكن هكذا قدري
وما فــــؤادي سوى ـــ إن كنتَ تعرفُـهُ ـــ
طيرٍ تخـــــفّى لَــــــهُ الصيـــــادُ في حـــــذرِِ
يخشى السهــــــــامَ إذا جــــــــاءته مفـــردةً
أنــَّى لصدِّ سهـــــــامٍ وهــي كــالمطرِ ؟
لمـــــا تـــــوالتْ عـــلى رأســي بأجمعِــــــــها
إبيضَّ رأسي لهــــا مـــن كَثرةِ الشزرِ
فالسيرُ في سحرٍ والمشيُ في سجر ٍ
والنــــومُ في سقرٍ والصحو في سفرِ
كمٌّ من المرديـــاتِ الســـــودِ تنقلُني
من داجيـــــاتٍ إلى أدهى إلى خــــــــورِ
فتشتُ في عالمي عن راحةٍ فسقتْ
مزنُ البرايــا نهيراتي من الكـــــدرِ
غطتْ سحـــــابتُـــهُ الســـوداءُ أزمنتي
ولـــــــوَّنتْ بســـــوادٍ خضرة َ الجُـــزُرِ
لله ِأنتِ بـــــــــلادي هــــل أرى مطراً
تخضرُّ منـــهُ الروابي غيرَ ذا المطرِ ؟
وهل سأصحــو على تغريدةٍ أسرتْ
من بلبلٍ آمــــنٍ يشدو على الشجرِ ؟
وهل سأنسى دخاناً ظــــــلَّ يسعلُنـــــــا ؟
وهل سأنسى أزيزاً ملَّــــــــــــهُ عُمُري ؟
تشكو السماءُ فراق السقسقات ِفلم
تبقِ المباضــــــــــع ُسكانــــــــــاً ولم تذرِ
أين العصـــــافيرُ ؟ما عـــــادتْ محلّقـــــــــةً
هل غـــــادرتْ مثل آلافٍ على الأثرِ ؟
والبلبـــــــلُ الناعمُ الغريـــــدُ في فرحٍ
أنغامُـــــهُ أصبحتْ أنغــــــامَ منكسرِ
حتى الهـــــديلُ الذي عفنــــــــاه ُمن زمنٍ
كأنما فـــــــــــارق الـــــــدنيا ولم يُــــعَرِ
***

يا مـــــوطنَ القتــــــلِ والتشـــــريدِ للبشرِ
هل صار قلبُكَ منذ اليوم كالحجرِ ؟
كلا , فأنتَ الذي يهفــــــو بأجنحـــــةٍ
لصــوتِ زريابَ أو ترجيــــــــــع ِمعتمرِ
وأنتَ أنتَ الـــــــــذي يحنــــــو بخافقِــــــــــه ِ
لـِـــــلابسِ الخزِّ مزهــــــــــــــــواً أو الـوبرِ
كلاً رأيتُــــــــــكَ تهـــــواهُ وتعشقُـــــــهُ
وهكذا دأبُ من يحيـــــا على الصَعَرِ
يا مـــــــــوطنَ البــــــؤسِ إنَّ القتــــلَ أُغنيةٌ
من عهــــــــدِ آدم غنّـــاها ذوو الفكرِ
لم يقـتـتــــلْ قبلهم طيــــــــــرٌ ولا حشرٌ
ولا استرابتْ بها قطعـــــــانُ مــــــــن بقرِ
أمّـــا الغرابُ الـــذي أودى بصاحبِــهِ
ما سنّها لــــــو جفتها ســـــوءة ُالبشرِ
من أولِ الخلـــــقِ وابنـــــــا آدم اقـتـتلا
قابيلُ قد صاغـــــها متبوعـــــةَ الأثرِ
تقمّصَ الشرَّ في جُلى مذاهبـــِـــــــهِ
وبـــاتَ يعزفُــــــهُ لحنـــــــــــاً على وترِ
أبنـــــاؤهُ الكثرُ في أيامِنـــــا زمرٌ
والأرضُ نافرةٌ من تلكُمُ الزمرِ
تـــــــــودُّ أنَّ ثمـــــــــاراً ليس تخرجُهـــــا
وكــــــلُّ خيراتـــِــــها تفضي لمندثرِ
غوايــــــةُ الخلــــقِ عاثتْ في منابـتــِــها
لـــــــــولا غوايـتُهم ضجتْ مـن الثمرِ
كنوزُ قارون لــــو عـدَّتْ مقـــــــارنةً
بما حوتْ ,كنـزُه ُصفرٌ مــــــن القصرِ
فباطنُ الأرضِ يهــــــدي مـن منابعِــــــــــهِ
لظهرِها والصدى : يا أرضُ فازدهري
وكلّلي الهامَ مـــــن أغصــانِ مشتجرٍ
وجمّلي الطـــــــــولَ في ثـــــــــوبٍ من الحبرِ
ثوبُ العراقِ غــــــــدا بالهمِّ مُتسخـــــــاً
وكان من قبلها في ثوبِـــــهِ القـــــــــذرِ
يحنُّ للبضـــــــــعِ أعـــــــــــوامٍ يُغـــــــــاثُ بها
لا يستز يــــــــدُ ولا يغـــــــدو بمعتصر ِ
خمسٌ تجـــــــاذَبـُها الأحزانُ فاستعرت ْ
فيهــا الخــــــلافـــــــاتُ بين الليثِ والـنَّمِرِ
وليس في خمسِـــــــــها ليثٌ ولا نـــَــمِرٌ
وإنـــّـما عقربٌ ترنـــــــو مــــــــــن الجُحُرِ
مشقــــــةُ العمرِ أذنـــــــابٌ تـتـــــــابعُنــــــــا
وسمُّـــــــها في ذنــــابـــاتٍ مــــــــــن الإبَرِ
وكلما صرتُ تحت الشمسِ تقصدني
أنـــّـى رحلتُ كظلّي يقـتـفي أثـــــري
يلوكُــــــني المــــــــوتُ لــو أمضي لنافلتي
في ثـوبِ (حيـدرةٍ) لا فرق أو(عُمرِ )
مَـــــنْ مُبلـــــــغُ الشرَّ ؟ أنَّ الموتَ محتقرٌ
عندي إذا لم يكن في خرمِ ذا العُمُرِ
أفاضلُ الخلقِ في العلياءِ مسكنُهم
ومسكنُ السفلِ في طامورةِ الحفرِ
وهكذا النـــــاسُ مظلـــــــومٌ ومحتقرٌ
أو ظـــــــالمٌ وهـــو في سربـــالِ مُحتَقَرِ
في كلّ عصرٍ لنـــا قابـيــــلُ مخـتـــبيءٌ
خلفَ الظلامِ ويـــدمي آيـــــةَ الفكرِ
قابيـــلُ قف واستمع ما جئتُ من عتبٍ
لكـنَّـــــهُ أسفاً كالـــوخـــزِ بالإبرِ
ما كنتُ أرجو له هجواً ولا هذراً
أستغفرُ اللهَ مــن هجــــــوٍ ومــن هــذرِ
لكنَّـني وسيـــــاطُ القهـــرِ تلسعُــــــني
ومشرطُ الموتِ مخطــــوطٌ على قدري
قــد كان لي عتبٌ أضنى بناصيــــتي
ليلاً وفارقني الإغمـــاضُ في السحرِ
همٌ يضـــافُ إلى مــــا كان لي سلفــــــاً
ما أكثرَ الهمَّ والآهاتِ في قمري !
صــوتُ الدراهمِ مشفــــــوعٌ بقرقعـــــةٍ
للقتـــــــلِ من سيفِـــــكَ المشبــــــوهِ والسُمُرِ
فالْـــــهُ بما أخــــذتْ يمنـــــــاكَ في وجــــــــلٍ
إن الــــدراهمَ لا تـعفيــــــكَ مــــن سقرِ
***
يا مـــــــــوطنَ البــــــؤسِ ما فـقـنا على سحرٍ
إلاّ وكان الضحى أعتى من السحرِ
هذا الظـــــلامُ ومـــــذ كانتْ طفــــولـتُنــا
ما فــــــارقَ العينَ في سهـــــلٍ ومنحــــــدرِ

وكلّما لاحَ في أنظـــــــــارِنـا قمرٌ
سحائبُ البـــــؤسِ غطَّتْ هالــةَ القمرِ
تعاقبَ الحكمُ فيهِ منـــــذ مــــولدِه ِ
من تــــاجرٍ جشــــــعٍ أو قائــــدٍ قــــذرِ
تلاعبوا فيــــــه حتى غـــــــاض ناضرُ ه ُ
ولم يعـــــــدْ فيــــــه من وردٍ ولا زُهُرُ
واستبدلوا الضوءَ بالظلماءِ في عنتٍ
فلم تكن فيـــــــه أيـــــــــامٌ بلا عثرِ
الجــوعُ والسجــــنُ والتهجيرُ ذي صورٌ
والحربُ والقتـــــــــلُ فيهِ أبشــعُ الصورِ
ألفيتُ روحي بهِ طيراً يغـــــــــازلُــــــهُ
وما رؤيتُ بهِ في ثـــــــــوبِ مـــــــؤتجرِ
وكلّما تاجروا في بيـــــع ِضحكتِــهِ
هزئتُ في كــــــــــلّ أفـــــــــــاكٍ ومتّجرِ
حتى استفاقتْ رؤى روحي على صورٍ
قــــــد أُطّرت أُطُراً مـــــــــن أبخسِ الأُطُرِ
يــا مـــوطناً قد وجدتُ الحزنَ معــــــدنـــَــهُ
ولـــم تـنرْ فيــــــــــــه أفراحٌ وتـنـتـشـــــــرِ
يـا أيـّها الطيرُ يا مَـــــنْ ضــــــــاعَ مـــأمنُـــــــــهُ
ومزّقتْ شملَــــهُ الهـــــــــاني يــــــــدُ القـدرِ
أراكَ مثـــــــــلَ فــــــــــؤادي ليس يـحــزنـُــهُ
غيرُ الخرابِ الذي قــــد عــــــاثَ بالشجرِ
ألفيتُكَ الصــــــادحَ الشاكي لـوحـــدتِــه ِ
ألفيتُكَ الطــــائرَ المكروبَ في العُصُرِ
تغريدُكَ الحلـــــــو قــد خفّتْ معالـمُـهُ
لـمّا أتــــاكَ الذي يرميـــــــكَ بالشررِ
عيناكَ في عشّكَ المسلوبَ ترقبُـــــهُ
قد هيّأ النفسَ ضمَّ البيضَ للسُمُرِ
في وابـــــلٍ من سهــــامِ الحقدِ ممطرةً
على نـــداكَ على أحلامِــــــكَ الغُرَرِ
حتى استفقتَ على جنـحٍ معطَّلــــــةٍ
لـمّـــا رُميتُ بسهمٍ أوّلَ السحـــــــرِ
إذ صــار موتُـكَ بعد الجرحِ مــوعدُه ُ
أدنى من النومِ عند المجهـــــــــدِ الخفرِ
سالتْ دماكَ فهل ترجـــو مؤازرةً ؟
كلُّ الطيورِ تناءتْ عنكَ بالشجرِ
يا مـــــــوطنَ البؤسِ أحببناكَ في صغرٍ
ولم تزلْ قبلــــــــةً للعشــــقِ في الكبرِ
خمســــــون إلا قليلاً عشتُ أعبقَـــــــها
في عشقِ بؤسِكَ محمولاً على خطرِ
يا منتهى العشـــــــقِ أنتَ العشقُ أولُــــهُ
ومنتهــــــاهُ , وهــــــــذا فخرُ مفتخرِ
يا منتهى العشــــقِ يا صوتــاً يسهّــــــدُنا
في كلّ آنٍ بلا جـــدوى من السهرِ
تغزو القلــــــوبَ بحبٍ في حبائـلــِـــــه ِ
قيـــــدٌ من الخسرِ لا طـــوقٌ من الظفرِ
فصـــار عاشقُـــــكَ الـــولهـــانَ ملتهبـاً
وكلُّ داهيــــــــةٍ أعتى مـن السجر ِ
أيقنتُ أنَّ الـــــــــذي يهــــــــــــواكَ ممتحـــــــــنٌ
وأنــّــهُ مـــــــــن ذوي الآهـــــــــــــاتِ والغِيَرِ
يا موطناً عــــــــلَّ مَـــــنْ يخشى مغالطــــــــــةً
عينيكَ في وجـــــــل ٍ ما عُــــدَّ مـــــن بشرِ
وعــــــــــلَّ هاجرَكَ النـــــــــائي بمهجتِـــــــــــه ِ
أمسى بهامتِـــــــهِ عقـــــــــــلٌ بــــــــلا فكرِ
فليس مَــنْ يعشــــــقُ الأوطـــــــانَ مغتربـــــــاً
مثلَ الذي يعشــــــقُ الأوطــــــانَ في حضرِ
كفرتُ في كل مَــنْ يهواكَ في حذرٍ
ولـن أُشـــــاطرَ مَـــنْ يـهـــواكَ في حــــــــذرِ
سيــــــانَ عنـــــدي بصحـــــوٍ أنتَ أو مطـــرٍ
قد خـــــانَ صحـــــــوكَ مَـــنْ يهواكَ في مطرِ
يا أيــّها العشــــــــــقُ في نبضي أُبايعُــــــــــــهُ
ولن أُبايـــــــعَ غيرَ العشــــــــــــقِ في عُمُري
أهــــــواكَ مـــــلءَ حيــاتي في ظلامتِهــــــــا
أهواكَ رغم الأسى والحزنِ والضجرِ
قدّمتُ كــــــلَّ نـــذوري في جلالتِـــــه ِ
هيهاتَ أجزعُ أو أشكو من النُـــــــــذُرِ
وليس للخــــــانــع ِ المرتـــــــاب ِ مغفـــــــــرةٌ
فذنبُ مَـــنْ شــــــــــكّ فيهِ غيرُ مغتفــــــــرِ
يا مــــــوطناً يغتــــــــــذي مــــن بـــــؤسِ محنتِهِ
ويرتوي آهـــــــــــــةً في عـــــــــــــودِه ِالنضرِ
سجيـــــــــةُ العشــــــقِ ما زالتْ تعانـقُنـــــــا
فعشـــــــــقُ آهــــــــــــاتِــهِ ضربٌ من الظفرِ