ترحيب

اهلا بالزائر الكريم . نتمنى لك طيب الاقامة معنا

سعد هاشم الطائي

الأحد، 27 يونيو 2010

في رحابِ الشهادة

في رحابِ الشهادة

للهِ أنتَ وللهناء تُشيّعُ ..فأهنأْ ودعني واجماً أتطلّعُ
لا بأسَ في ثوبِ الحِمامِ إذا أتى ..أمّا الشهادةُ فهي ثوبٌ أروعُ
فتشتُ في الآفاقِ أرجو حُلةً ..منها ، لعلّي في ذراها مُشرِعُ
ولعلّني أمحو الذنوبَ جميعَها..فأنا الذنوبُ جميعُها يا مرجِـــعُ
عشْ في رحابِ اللهِ حتى الملتقى ..قد نلتَ ما تبغي وذاكَ المطمعُ
أظنيتَ جسمَكَ لا مكان لراحةٍ ..فإذا استرحتَ فجاءَ مالا يدفعُ
وحللتَ عندَ اللهِ في عليائِهِ ..والروض عندَ اللهِ خِصبٌ مُريعُ
أبداً ستأمنُ يومَ روعٍ واقعٍ ..تغشى بوارقهُ الطغاةَ وتصفعُ
ولتأتينَّ غداتَهُ متلمّساً ..أثرَ الجِراحِ ، وكلُّ جرحٍ مصرعُ
ولسوفَ تقدم كالحسينِ مُضرّجاً..تشكو يزيد العصرِ وهو مُفَجّعُ
فكأنني أرنو إليكَ بقامةٍ..قد قُطّعتْ إرَباً ولا تتضعضعُ
والقاتلونَ الشانئونَ بحقدهم ..يومَ اللقاءِ لهم عذابٌ مهيعُ
فكأنني أرنو لواحدِهم فلا ..يعطي جواباً ، وهو قبلٌ مُسْيَعُ
نالتكَ أيديهم بغدرٍ غيلةً ..فلبستَ ثوباً خالداً لا يُخلعُ
أيموتُ مثلكَ يا حكيم بأمةٍ ..ويعيشُ طاغيةُ العراقِ الأبقعُ
أعوامُهُ مثلَ السباتِ وباؤها.. كلٌّ ينامُ ويحتويه المضجعُ
فيخافهُ رجلُ العمامةِ والمعربـدُ مثلما تخشاهُ أنثى مُرضِعُ
صفو الحياةِ لمثله رزءٌ لنا..مادامَ يضربُ بالسيوفِ ويقطعُ
إذ سخّرَ الأموال حتى إنها..ريحٌ ـ تنالُ من الضراغمِ ـ زعزعُ
بالأمسِ ملتذٌ بحكمِ بلادنا..والقتل سهلٌ عندهُ بلْ طـيّعُ
واليومَ يرمي من سهامٍ جُمَّةٍ ..حتى أُصيبَ بها همام اصمعُ

* * *

للهِ أنتَ إذا المنيةُ خَيّمتْ ..في موضعٍ فلها الجبالُ تصدّعُ
ولقد وكنتَ على الأنامِ مقدّماً..أيقنتُ قبلَ اليوم أنكَ تُصرعُ
نهجُ الشهادةِ عند آلِكَ عادةٌ ..ولذا فشمسكَ عن سمانا تُنزعُ
أمحمّدٌ ما أنتَ إلاّ مؤمنٌ ..نالَ الشهادةَ وهو أمرٌ أرفعُ
قسماً شبيهَ المرتضى في سلمهِ ..وبحربهِ ، وبما أتى مُستتبِعُ
ولأنتَ تلكَ النفسُ وهي زكيّةٌ..حتى أُشيرَ لها بقولِ إصبعُ
من جدكَ الهادي البشيرِ مقولةٌ..مابينَ ركنٍ والمقامَ المصرعُ
ولأنتَ ثالثُ من تسمى باسمهِ.. يمضي لرب العرش وهو مُجَدّعُ
من بعدِ صدرينِ وكل ماجدٌ.. تمضي سريعاً يا حكيم وتتبعُ
ولأنتَ ثالثُ بعد ستينٍ مضوا..للهِ من آلِ الحكيمِ وودّعوا
أرنو لما قد نلتَ كلَّ هنيهةٍ..فالمجدُ فيهِ وليسَ فيهِ مُضيّعُ
أسرجتُ خيلاً لا تهابُ من الردى..في كلِّ قافيةٍ أقولُ فأصفعُ
حتى عُرِفتُ ـ وما رؤيتَ بمحفلٍ ..في مدحِ طاغيةٍ ـ بأني الألمعُ
فوقفتُ أرثي سادةً ومشايخاً.. ممن دماؤهم نجوماً تسطعُ
ولقد أصابَ الناس سهم نافذٌ..لمّا أصابكَ في حشاكَ المِنزعُ
تهمي العيون وفي رؤاكَ مهابة..كبرى ووجهكَ في الضياءِ مشعشعُ
فبعالم الأمواتِ أنتَ مضيّفٌ ..وبعالم الأحياء أنتَ مودّعُ
آلَ الحكيمِ تباشرتْ في مقدمِ ..وتعزّت الأخرى وأنتَ تُشيّعُ
أدركتهم في جنةٍ من حيث لا..ظلمٌ يحيط ، ولا يُسلّطُ أوكعُ
غُيبتَ عن عينِ الأنامِ بجمعةٍ..أحييتها ، والدارُ بعدَكَ بلقعُ
لكنَّ صوتكَ في العقولِ وفي القلوبِ وفي النفوسِ وفي المصائرِ يُسمعُ

* * *

للهِ أنتَ وكم مشتْ رجلاكَ من ..أجلِ العراقِ وكم رأتْ ما يوجعُ
للهِ أنتَ وكم سمعتِ تقوّلاً..من بعضِ ألسنة وفيه المقذعُ
للهِ أنتَ وكم صبرت على الرزايا حيث ضاقت عند بعض أضلعُ
فظللتَ تنظرُ للعراقِ بأنهُ ..نزل الأمانِ وبيتكَ المتوقّعُ
تبنيه للمجد الكبير ومرةً ..مجدَ الطغاةِ تهدُّ وهو مُمنّعُ
فكأنما لا تبصرُ الأخطارَ حولكَ جُـمَّة ، وكأنما لا تسمعُ
وطلبتَ للإسلامِ فيه مكانةً ..فوقَ العلوَّ ومنزلاً لا يخضعُ
فشربتَ من دينِ الرسولِ تعلّة ..حتى طمعتَ ، وغير ذا ما تطمعُ
ورشفتَ من علم الوصيَّ علومَهُ ..حتى نهلتَ، وما وجدتكَ تقنعُ
وعطّرتَ من آلِ الرسولِ نسيمهم ..حتى شممتَ روائحاً تتضوَّعُ
غادرتَ أرضاً ما تودُّ فراقها..ودموعُ عينكَ من دمانا أسطعُ
وزّعتَ للنجف الشريف وكربلا..وبحبّ أهليهنَّ أنتَ موزّعُ
ولقد تغربتَ الليالي حاملاً..سيفَ الجهادِ ، ومثل سيفكَ يقرعُ
في مجلسٍ أعلى وقد أسستَهُ ..فيرى ـ بحقٍ قبلَ غيره ـ أشجعُ
أبناؤهُ الصيد الغيارى قدوةٌ ..وبقية الأحزاب خلفهُ ضُلّعُ
عذراً لكَم يا سادة الأوطانِ لو..صغتُ الحديثَ كجمرةٍ قد تلسعُ
لكنهُ حدثٌ أجلُّ بحيث لا..صمتٌ يجيرُ و لا تفيد الأدمعُ
ما بالُ وحدتنا التمزّقُ شابها..والقائمونَ على حِمانا قطّعُ
إني لأدرك أنَّ أمر بلادنا..نهبٌ لأعداءٍ وفيهم أشنعُ
فلنتحد في اللهِ بعد تمزّق ..أكل السنين وكلُّ عامٍ أسفعُ
وليرتفعْ فوقَ الغبارِ على العدى..يومَ الكريهة باترٌ لا يجزعُ

2003م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق