خائنة
كفي دموعكِ إنّي غيرُ ذي ثقةٍ .. في كلِ دامعةِ العينينِ وانطلقي
إمضي لغيري فما أرضى بخائنةٍ ..وجرّبي حضنَ ذاكَ الغيرِ واحترقي
عفواً ، وهل تصطلي في النارِ خائنة؟..ناُر الهوى يصطليه كلُّ ذي خُلُقِ
أنى لكِ الخلق حتى تذرفي مطراً ؟..وتشرقي فيه في كذبٍ وتختنقي
هيهاتَ هيهاتَ ما أنتِ سوى امرأةٍ ..خرقاء قد عُجنت بالطيش والنزقِ
* * *
جرّبتُ حبكِ حتى إبـْتُ منخذلاً ..وصرتُ في ضنكِ أعيا منَ الرهقِ
وكنتِ لي نسمةً لابدَّ أنشقها..وكنتِ لي عبقاً أحلى من العبقِ
ظننتُ أنكِ في الأشعارِ ملهمتي ..حتى رسمتكِ من شدوي على ورقي
ظننتُ أنكِ دربٌ لا أفارقهُ ..وما أكونُ بهِ يوماً لمفترقِ
وأنكِ النبض في قلبي فأعزِفُهُ.. في كلِّ داجيةٍ في الصبح والغسقِ
وأنكِ الواحةُ الخضراء إنْ يبستْ ..وأنكِ الأملُ المنشودِ إنْ تضقِ
ماذا دهاني ؟ وقلبي أينَ قائدهُ؟..حتى ظننتكِ دَيْناً يعتلي عنقي
* * *
أواه من زمنٍ قد عشتُ أغلبهُ ..أعمى البصيرةِ لم أبصر لمنطلقي
إنَّ التماسيحَ تبكي ملءَ أعيُنها ..دمعاً كذوباً ويجري الدمع في ألقِ
رأيتُ فيكِ من التمساح مدمعهُ ..فهل وجدتِ بعيني منهُ في حدقي؟
كم مرةٍ جِئتِني في ثوبِ عاشقةٍ ..ولهى ، لكي تقسمي باللهِ في حُرَقِ
بأنني حبكِ الباقي إلى أبدٍ..وأنني دربكِ المأثورِ في الطرقِ
وأنني حلمكِ الهادي لزائرهِ ..وأنني طيفكِ المرجوُّ في الفرقِ
تبدينَ خائفةً إنْ نفترق زمناً..والله ما فيكِ من خوفي ومن قلقي
كفى رياءً كفاكِ الكذب يا وجعي ..أتكذبين وقد أخرجتِ من أُفقي؟
ألَـمْ تُنِرْ جبهتي شمسٌ بطلعتها..ألَـمْ يزلْ ضوءُ شَمس ِ اللهِ في الشّفَقِ
فليسَ تخدعني أُنثى ببسمتها..حتى وإنْ قدّمتْ تِبْراً على طبقِ
فاللهُ يعصمني من كلَّ خائنةٍ ..في (قلْ أعوذُ بربَّ الناس) و (الفلقِ)
واللهُ يعصمني في ليلتي وغدي ..من بعدِ غدركِ حتى آخر الرّمقِ
1997م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق