ترحيب

اهلا بالزائر الكريم . نتمنى لك طيب الاقامة معنا

سعد هاشم الطائي

الأحد، 27 يونيو 2010

عتاب سيد الشهور

عتاب سيد الشهور

يا مَنْ شكوتُ بهِ بالأمسِ معظلتي .. للواحدِ الأحد الغفّار ذي المننِ
شهرَ الصيامِ سأشكو اليومَ مِنْ محنٍ .. كبرى ، إذا لَمْ أقلْ من أكبرِ المحنِ
كم قد عرفتُ أموراً كنتُ أجهلها..والأمرُ يعرفُ بالتجريبِ والفطنِ
فما عرفتُ بهذي الأرضِ ناحيةً ..مثلَ العراقِ بهِ الأحزان في هُتُنِ
وما أضرَّ بأهلِ الدَّينِ طاغيةٌ .. كما أضرَّ بمَنْ أحببتُ في وطني
للهِ درُّكَ ما أقساكَ مِن وطنٍ ..تقسو علينا وتبقى أفضل السكَنِ
فعشقُ أرضكَ في الأرواحِ سورتُهُ.. وإنْ تخفَّ على وجهٍ ولَم يَبُنِ
للهِ درُّكَ والدنيا إذا عصفتْ ..في وجهِ مُغترِبٍ أو وجهِ مُضطَعِنِ
تبقى لأوّلِنا حصناً وآخِرِنا..من حيث يصرخُ كلٌّ : أحتمي بمنِ ؟؟
تلكَ القبابُ العوالي وهي شامخة..في أهلِها حُصُنٌ من أمنَعِ الحُصُنِ
تُربُ العراقِ ومَنْ يهواهُ ممتحنٌ ..لم يختبرْ غيرُ ذا فيه ويُمتحنِ
حتى اصطبرنا وكادَ الهمُّ يجرفنا..من شامخِ العَيشِ أو من عاليَ القُنَنِ
* * *
شَهرَ الصيامِ وعدتَ اليومَ في ثقةٍ.. كأنما جئتني بالثأرِ والثمنِ
لَم نفقدِ الصبرَ مازلنا نؤاسَهُ ..كأننا ـ رغمَ سوء العيشِ ـ في حسنِ
شهرَ الصيامِ وكنا نرتجي أملاً ..أن تسعدَ الحالَ لا تغنيه ِ بالشَجَنِ
هلْ يملك المسهدُ المكروب مغمضه..أو يصدحُ الطائرُ المرتابُ في غُصُنِ؟
فصرتُ مُنغلِقاً بالحزنِ مُتّشحاً ..بالهمَّ مُنشغلاً أعدو بلا سَكنِ
شهرَ الصيامِ مضى عامٌ أُراقبهُ ..والليلِ يقلقُ في أنفاسهِ وسني
ما قلتُ في فرحٍ أو قلتُ في ألَمِ ..نظماً من الشعرِ في سرٍ ولا عَلَنِ
وكدتُ أقسمُ أنَّ الشعرَ منقطعٌ ..عني ، إذا لم أقل : الشعرُ لم يكنِ
تركتُ فيه سماء الشعر فارغةً ..لمّا رأيتُ سليلَ المجدِ في كفنِ
فما نطقتُ ببيتٍ بعدَ مرثيةٍ ..قد صغتُ أبياتها أصفى من اللّبنِ
مَنْ ينكرُ الصّدرَ في بحرٍ تموجُ بهِ ..كلُّ الخبائثِ والدنيا بلا سُفنِ
قادَ الجموعَ بلا خيلٍ مسرَّجةٍ ..نحو الحياةِ بلا خوفٍ ولا وهنِ
وفي محياهُ أسيافٌ مجرَّبةٌ ..قد صيَّرتْ ناعِمَ الأعداءِ في خَشَنِ
وتلكمُ الجمعةُ الغراء تقلقهم ..فيحتمي جُلُّ أهلِ الشّركِ في جُنَنِ
ليثٌ على منبر الجُمُعاتِ مُرتهنٌ ..للهِ وحدهُ لا يرضى بمُرتهنِ
وصحبُهُ الغُرُّ يبقى سيلُ واحدُهم ..مزلزلاً عرشَ مُلك الشركِ والوثنِ
فَقَوَّمُوا الدينَ في الأرجاءِ واتضحتْ ..عند الأنامِ خبايا الدينِ والسُّننِ
فكانَ كلُّ إمامٍ في تنقُّله .. مثلَ اللاّلي يضيءُ الدربَ في الدُّجَنِ
حتى استباح َ ضياءَ الليلِ غيهبهُ ..في قتلةٍ سوّرتْ بالغدرِ والجُبُنِ

1999م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق