ترحيب

اهلا بالزائر الكريم . نتمنى لك طيب الاقامة معنا

سعد هاشم الطائي

الأحد، 27 يونيو 2010

شاعر العرب

شاعر العُرْبِ

حيَّيتُ قبركَ مَنْ ذا قد يحييني ؟.. يا شاعرَ العُرْبِ يا رَمزَ الملايينِ
حيَّيتُ قبركَ ظمآناً وبي حُرَقٌ ..لبُعدِ قبركَ عن أرضِ البساتينِ
يا شاعِرَ العرب لي مأساةُ طالعكم ..وربما بعضُ ما أضناكَ يُضنيني
إني وردتُ عيونَ الشعر منبعها..صافٍ ، لعلكَ يوماً ما تزكيني
وأنتَ يا راحلاً خَفَّ الركابُ بهِ .. لغُربةٍ مثلَما تُشجيكَ تُشجيني
أأسى لأجلكَ إذْ تمضي بلا وطن ..فأحزنْ لعيش امرئ بينَ الملاعينِ
ما بالُ أرضكَ لا يرضى المقامُ بها..فردٌ ويهوى ثراها مَنْ بتكفينِ؟؟
سدّوا عليكَ حدوداً رُمتَ تدخلها..بعدَ المماتِ فيا بؤسَ الشياطينِ
مثلي وقد آثرتْ نفسي مفارقةً ..وجدتهم سوّروها بالسكاكينِ
النفسُ تأمرني حيناً لتركهُمُ ..وأرتضي ظلمهم بعض الأحايينِ
يا شاعرَ العُرْبِ عشتَ العمرَ مغترباً ..أبكيكَ ، يا راحلاً أم أنتَ تبكيني
وهل علمتَ بأني صرتُ مفتقراً..في موطنٍ،وهو مقطوعُ الشرايينِ؟
الحربُ الجوعُ صنوان فيا أسفا..منذُ الثمانين مختلُّ الموازينِ
دارت علينا طواحينٌ تسيَّرها.. كفُ العفاريت تلهو بالقوانينِ
في كل يومٍ لنا حالٌ نسايرها..ونرتضيها بأمرٍ من مجانينِ
بغدادُ يا أمَ كل الخير يا وطناً .. أراكِ مسلوبة ً في كفِّ تنـيّنِ
وضُيِّعتْ في دجى الأحزانِ غمرتها..فلم تعد مثل بغداد لتعنيني
وألفُ ليلتها لم تبقَ في عبقٍ ..ولا حضارتها المثلى لترضيني
يا شاعر العُرْبِ هل تدري بما فعلوا..إذ ذبحونا فكنا كالقرابينِ
أسرجتَ خيلك مغواراً على زمنٍ ..به الحكومات أضحتْ كالثعابينِ
ورحتَ منتخياً بابن الفراتِ وكم .. أضنيتَ عقلكَ في جمع البراهينِ
وقلتَ أنّ أولاءِ القوم فاجعة ..على العراقِ وهم أقسى السلاطينِ
فكانَ ما قلته حقاً وقد صدقتْ .. منكَ النبؤات في كل القوارينِ
يا شاعر العرب يا طوداً وقد سجدتْ .. جلُّ الجباه إلى أقسى الفراعينِ
الفيتك الثائر المغوار في بلدٍ..تعلّمتْ أهله رقص السعادينِ
كانت ضمائرهم واليوم قد لحدتْ ..في ذي القبور بغسلٍ ثم تكفينِ
أكاد أجزم أنَّ الناس في بلدي.. بَهْمٌ ، إذا لم أقل أغبى البراذينِ
لهفي على فطحلٍ لم يستطع هرباً..من أمةٍ حكّمتْ جُدع العرانينِ
تراه في علمه يحيا على نكدٍ..لا علمَ ينفعُهُ بين الدهاقينِ
يدري بأن ملاعيناً وفي غلسٍ ..قد نكّلوا فيه من نحو الثلاثينِ

* * *

يا شاعر العرب إني غير ذي ثقةٍ ..في كل دامعةٍ بالحب ترميني
جربتهنَّ فكانت كل واحدةٍ ..تخلو من الخلقِ بل تخلو من الدينِ
يخالني مَنْ يرى فيهن تجربني ..هِماً ، تجاوز ستيناً لسبعينِ
أدري بأنكَ أغويت النسا فسرتْ ..فيهن منكَ غوايات السراحينِ
تسري إلى مخدعِ الحسناء في كلفٍ ..كما بقلبك يسري حب مسكينِ
قد خنتهنَّ وما خانتك واحدة ..إنْ كنتَ في يبسٍ أو كنت في لينِ
يا شاعِرَ العُرب يا صمتي ويا غضبي ..ويا سفيرَ شعوري يا تلاحيني
إنْ كنت خانتك بعضٌ وهي مطريةٌ ..خانتْ فؤادي جميع اللائي تطريني
إذ لم أجد في سما (إلاّ) وأخوتها..منهن أو في (نعمّا) من رباحيني
ولم أجد قد وفتْ هند بما وعدتْ ..ولم أجد غير (خانتْ) في عناويني
وهكذا عشتُ في آهٍ مكررةٍ..أنينها ذامني عَـبْرَ الدواوينِ
حتى يئستُ من النسوانِ قاطبةً ..فرحتُ أسعى لحورٍ ـ في السما ـ عينِ

* * *

يا شاعر العرب إنَّ الشعر زنبقة..تفوح ناثرةً من عطر نسرينِ
كم جئتَ شاردةً ريحانة عبقتْ ..للهِ دَرُّكَ في هذي الرياحينِ
للهِ دَرُّكَ في (تنويمة) أُسرتْ ..للجائعينَ غدتْ خير َ العناوينِ
ومثلها (أم عوفٍ) رحتَ تنشدها..ألفاظها من ندى الإصباح تسقيني
و(هذه) بعض صوت كنت تطلقه .. في (دجلة الخير) في أم البساتينِ
ولم أكن طائراً أشدو على فننٍ.. ولستُ غير صدى ً تشدو فتعطيني
إنْ كنتُ طيناً بما آتيتُ منشدكم ..فالماء أنتَ وليس الماء كالطينِ
حسبي إذا رمتُ عذراً قول معتذرٍ:..شعر ابن تسعين لأشعر ابن عشرينِ
1998 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق