غريبانِ
غريبٌ أنتَ يا وطنُ ..وتعصرُ روحكَ المحنُ
أحاطتْ فيكَ ساحقةً ..بأرضكَ والسما الفتنُ
أتأسى للأُلى أفتقروا..أم اللائينَ قد سجنوا؟
أمْ الأحرارُ إذ صمتوا..أمْ الأمواتُ إذ دفنوا؟
***
غريبٌ فيكَ يا وطنُ ..ويغمرُ رأسيَ الشجنُ
ولو شيءٌ يؤانسني ..لما أزرى بيَ الزّمنُ
فلا بغداد تُنعشني ..ولا أمطارها الهُتُنُ
سأقبعُ في بحارِ الصمتِ لا لسنٌ ولا أُذنُ
* * *
غريبٌ أنتَ يا وطنُ ..وإني فيكَ ممتحنُ
غريب أنتَ مذ ولدتْ ..على آباركَ المدنُ
كلانا في مشاعرنا..معاً قد شاقنا الحزنُ
وحيكتْ من متاعبنا..لنا في ليلةٍ كفنُ
تكالبَ عالم فرستْ ..بمائكَ للعدى سفنُ
فلا جارٌ لديكَ ولا.. صديق فيه مرتهنُ
فهل إيرانُ تعشقني ..وهل تهواني اليمنُ؟
بنوك الصيد أتعبهم ..لمرأى ضعفكَ الوهنُ
وبعض ضاعَ مقودُهُ ..فلا تحلو له السننُ
تقادُ الخيلُ من رسنٍ ..وليسَ لخيلكَ الرسنُ
على أغصانكَ اجتمعتْ ..بلابل همها الغصنُ
وتحسبها مفردةً ..وفي تغريدها الضغنُ
عدوكَ مَنْ غزاهُ يزيدُ في حبِ أو الحسنُ
لئن أنكرت ما عرفتْ ..جميع الناسِ لا الفَطِنُ
فشحمكَ ذابَ أكثرهُ ..وتسألني : وما السمنُ؟
وماؤكَ كلُّهُ كدرٌ..وأرضكَ كلُّها دمنُ
وروضكَ غاضَ زاهرُهُ ..وما في روضكَ السكنُ
وداعاً أيها الوطنُ ..فقد حيكتْ لنا الكفَنُ
2006م
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق